طالبت لجنة المكاتب الهندسية في جدة خلال زيارتها الميدانية لعدد كبير من العمائر السكنية في حي الحرمين، بتدخل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لدرس وضع الحي، إذ إن المشكلة تمتد على مساحة تصل إلى أكثر من مليون متر مربع، مؤكدة على أنها مشكلة عامة، أسهمت فيها الزيادة الكبيرة في عدد الأدوار لتلك العمائر. وقال رئيس اللجنة المهندس طلال سمرقندي ل«الحياة»: «إن الشقوق في العمائر السكنية في الحي وصلت إلى ثلاثة سنتيمترات بين الأعمدة وجدران العمائر، وهذا معدل غير طبيعي، إذ يمكن رؤية الشارع عبر هذه الشقوق من داخل العمارة». وأوضح أنه تم رصد شقوق وهبوطات أثناء زيارة مشروع شمال مخطط الحرمين، إذ إنها لا تختص بعمارة بعينها أو جزء محدد من الحي، بل مشكلة عامة يعاني منها الحي على مساحة تصل إلى أكثر من مليون متر مربع. وأضاف سمرقندي أنه لا يمكن اتهام المقاولين بسوء الإنشاء والغش في البناء وخلافه، لأن الهبوطات التي حدثت في الحي بشكل كامل وليست في جزئية أو عمارة بعينها، ما يشير إلى عدم وجود تدليس أو غش من المقاولين، كونها تحصر في عمارات محدودة وليست في جميع العمائر عموماً. ويرى المهندس سمرقندي أن المياه الجوفية سببت بشكل كبير في تفاقم المشكلة، مشيراً إلى أن العمائر القائمة حالياً من الناحية الإنشائية لا تشكل خطراً أو تهديداً على المدى القريب لسكانها كون التشققات بين الطوب والمسلحات، مستدركاً أن هذا لا يكفي بل يجب الكشف على كل عمارة وكل مبنى لمعرفة مدى الهبوط الذي حدث وأثر ذلك على القواعد وبنية العمائر، مشيراً إلى أن الحديث عن هبوط بمعدل 10 سنتيمترات أمر واقعي في ظل الظروف والعوامل الطبيعية التي أنشئ عليها الحي. ورأت لجنة المكاتب الهندسية أن الحل يتمثل في تكليف هيئة المساحة الجيولوجية بدرس وضع الحي درساً عملياً وتطبيقياً لاقتراح حلول يمكن تنفيذها في القريب العاجل، وهذا الأمر لا يتم إلا عبر الخبرات التي تتمتع بها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، إضافة إلى التسريع في مشاريع خفض منسوب المياه الجوفية في الحي بشكل عاجل، وتسريع مشاريع الصرف الصحي وإيجاد مسارات للمياه الجوفية.