توقعت حركة «فتح» ان يمر مهرجان انطلاقتها الثامنة والأربعين، الذي ستنظمه في غزة اليوم للمرة الأولى منذ خمس سنوات، بسلاسة دونما وقوع مشاكل أو خلافات، معتبرة ان المهرجان «يمثل الاحتفال الحقيقي بالمصالحة»، فيما تخشى حركة «حماس» حصول خلافات ومشاكل بين تيار الرئيس محمود عباس المركزي في الحركة وتيار القيادي المفصول منها محمد دحلان، مؤكدة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية اللازمة لمواجهة أي طارئ. ووضعت حركة «فتح» في قطاع غزة لمساتها الاخيرة على مهرجانها في غزة، وأطلقت على ساحة السرايا، التي سينظم فيها المهرجان، وكانت مقراً للاجهزة الأمنية منذ عشرات السنين، اسم «ساحة الشهيد ياسر عرفات». وقال مسؤول العلاقات الوطنية في الهيئة القيادية العليا ل «فتح» في القطاع عاطف أبو سيف ل «الحياة» إن الحركة تعتبر أن المهرجان «يمثل الاحتفال الحقيقي بالمصالحة». وأضاف أن المهرجان «سيتضمن كلمة متلفزة مسجلة للرئيس محمود عباس، ووصلة غنائية لفرقة أغاني العاشقين» التي نشأت أجيال فلسطينية على أغانيها الوطنية الخالدة. وأوضح أن «هناك كلمة للمرأة ستلقيها الوزيرة السابقة انتصار الوزير، فيما سيلقي عضو اللجنة المركزية نبيل شعث كلمة الحركة» التي اختارت أن يكون المهرجان هو الاحتفال المركزي في فلسطين. وأشار الى أن خطيب المسجد الأقصى وزير الأوقاف السابق يوسف سلامة «سيؤم نحو نصف مليون مصل في أكبر صلاة جمعة متوقعة على الاطلاق». ولفت الى أن «الحركة اتخذت كل اجراءات السلامة وحفظ النظام»، مشيراً الى أنها نفذت أمس «بروفة يحاكي فيها خمسة آلاف عنصر لحفظ النظام كيفية حفظه خلال المهرجان». وقال إن القوى الأمنية التابعة للحكومة التي تقودها حركة «حماس» في القطاع «ستحفظ النظام من خلال التمركز على مفترقات الطرق الرئيسية المحيطة بساحة السرايا» وسط مدينة غزة البالغة مساحتها نحو 56 دونماً. ورداً على سؤال ل «الحياة» نفى أبو سيف وجود أي تيارات في «فتح»، متوقعاً أن يمر المهرجان بسلاسة دونما وقوع مشاكل أو خلافات في صفوف عناصر الحركة، أو صدامات مع القوى الأمنية التابعة لحركة «حماس». وكانت حكومة «حماس» سمحت ل «فتح» بتنظيم المهرجان في ساحة السرايا بعد «مفاوضات عسيرة» استغرقت أسابيع عدة توسطت خلالها القوى الوطنية والاسلامية كادت تعصف بجهود المصالحة وتعكير المناخ الايجابي، فيما هددت «فتح» بالغاء تنظيمه بعدما رفضت الحكومة تنظيمه في ساحة الكتابة أو السرايا. وتتوقع الحركة والحكومة أن تقع خلافات ومشاكل بين تيار الرئيس عباس المركزي في الحركة وتيار دحلان الذي يتمتع بشعبية واضحة في القطاع. وتخشى «حماس» أن تتطور الخلافات أثناء المهرجان لتصل الى درجة الاشتباكات، ما سيعني تدخلاً أمنياً من جانب أجهزتها الأمنية قد تتحول الى صدامات دامية تعيد الى الأذهان مشاهد قتل 12 ناشطاً فتحاوياً على أيدي أجهزة أمن «حماس» أثناء احياء ذكرى الرئيس الراحل عرفات في نهاية العام 2007. وجاءت موافقة «حماس» على تنظيم المهرجان في ساحة السرايا بعدما قدمت «فتح» ضمانات بعدم وقوع أي مشاكل على أن تبتعد العناصر الأمنية عن محيطه المباشر. وتم بحث كل هواجس «حماس» وضمانات «فتح» ووضعت اللمسات الاخيرة عليها خلال اجتماع عقدته قيادتا الحركتين أول من أمس بحضور شعث ورئيس الحكومة اسماعيل هنية ومسؤول أمني رفيع في حكومته.