علمت «الحياة» أن ملف الفصائل المسلحة الشيعية التي ترافق قوات الجيش العراقي تعرقل مفاوضات جارية بين مسؤولين أميركيين وقادة فصائل مسلحة سنّية عبر وسطاء في أربيل والأردن لإقناع هذه الفصائل بمواجهة تنظيم «داعش»، فيما يحاصر مسلحون لواءين تابعين للجيش يضم المئات من الجنود والضباط شمال الفلوجة منذ يومين، بعد فشل هجوم شنه الجيش على ناحيتي السجر والصقلاوية بينما تمكّن المسلحون من السيطرة على طرق الامدادات لهم. وقال كامل المحمدي، أحد شيوخ عشائر الأنبار والمقرب من الفصائل المسلحة، ل «الحياة» أمس إن «المفاوضات الجارية بين مسؤولين أميركيين وقادة في الفصائل المسلحة السنّية في العراق عبر وسطاء عرب وأكراد تعرقلت بسبب ملف الميليشيات الشيعية التي ترافق قوات الجيش». ولفت إلى أن «الفصائل المسلحة طالبت بسحب الميليشيات الشيعية من المناطق السنّية، خصوصاً في مناطق حزام بغداد وتكريت، والموافقة على بقاء الجيش في مكانه في هذه المناطق مقابل الاستمرار في المحادثات بشأن مصير المناطق السنّية وتنظيم الدولة الإسلامية». وأوضح المحمدي أن «أحد ممثلي الفصائل المسلحة عرض خلال أحد هذه الاجتماعات مقاطع فيديو لعناصر ميليشيا ترافق الجيش وهم يحلمون رؤوساً مقطوعة وينفذون عمليات إعدام ضد أبرياء بعد عصب أعينهم وربط أيديهم». وأضاف أن «على أميركا أن تعلم أن هذه أفعال هذه الميليشيات، وهي لا تختلف عن أفعال الدولة الإسلامية». وأشار إلى أن «المفاوضات تجرى ضمن محورين: الأول في أربيل بوساطة مسؤولين أكراد، والثاني في العاصمة الأردنية عمّان بوساطة مسؤولين أردنيين، ورجال أعمال عراقيين وسياسيين عن الأنبار». وزاد أن المسؤولين الأميركيين أبدوا عدم قدرتهم على ضبط عمل الفصائل المسلحة الشيعية مع الجيش، وهو ما أثار حفيظة ممثلي الفصائل المسلحة السنّية، وقرروا وقف المفاوضات مؤقتاً. كما قال «المجلس العسكري للثوار»، وهو أكبر الفصائل المسلحة السنّية من حيث العدد، ويضم أكثر من 90 قبيلة وعشيرة سنّية في الأنبار وصلاح الدين، إن «أهل السنّة وضعوا بين خيارين أحلامها مر، الأول تقسيم العراق والثاني هيمنة فارسية على العراق». وأضاف في بيان أمس أن «العراق مقبل على أيام عصيبة عبر استراتيجية أميركية تستند على ضربات جوية تحددها استخبارات هجينة وقوات برية قوامها جيش طائفي مع ميليشيات الحشد الشعبي المطعمة بقوات فيلق القدس الإيراني وتشكيلات صحوة جديدة». واشار البيان إلى أن «ما سيعقب تلك العمليات هو مدن جديدة بسكان جدد بعد أن يتم توطين كل النازحين في مدن جديدة ستؤسس طائفياً، وقد رصدت استراتيجية المواجهة الأميركية لذلك أموالاً هائلة». وعلمت «الحياة» من مصادر مقربة من الفصائل المسلحة السنّية أن فصائل «الجيش الإسلامي» و»جيش المجاهدين» و»كتائب ثورة العشرين» وفصائل أخرى أنهت سلسلة لقاءات في ما بينها تناولت اتخاذ موقف إزاء التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية». وأشارت المصادر إلى أن هذه الفصائل ستصدر خلال يومين مواقفها الرسمية. ميدانياً تعاني قوات للجيش في الأنبار من حصار فرضه مسلحون في شمال شرق الفلوجة منذ أيام، بعد فشل هجوم شنه الجيش على مناطق شمال الفلوجة وجنوب الرمادي.