شن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي هجوماً عنيفاً على تركيا واتهمها بالسعي إلى تقسيم العراق، «عبر صفقات مع اقليم كردستان، وقد وضعته والإقليم على كف عفريت». واعتبر التظاهرات في الأنبار «عصياناً وقطع طرق»، مؤكداً ان الحكومة تتعامل ب «اشفاق» مع المتظاهرين. إلى ذلك، ودع العراق العام الماضي بسلسلة تفجيرات ضربت محافظات عدة راح ضحيتها أكثر من 22 قتيلاً وعشرات الجرحى. في الأنبار استمرت التظاهرات لليوم التاسع على التوالي، وتطورت الى اعتصامات مفتوحة في سامراء والموصل، فيما هددت الامانة العامة لمجلس الوزراء مجالس المحافظات التي تحرض على العصيان بالملاحقة القانونية. وقال المالكي في مقابلة بثتها قناة «السومرية» أمس إن «السياسة التركية وضعت كردستان الآن على كف عفريت بل ستضع العراق من خلال كردستان على كف عفريت»، معتبراً أن «تدخل تركيا يفتح الباب لتدخل الدول الأخرى، ولن نسكت، والشركات (التركية) التي تستثمر (في العراق) سوف تهرب والمواطن الكردي سيتحمل المسؤولية»، مؤكداً وجود تحرك كردي لتقسيم العراق، من خلال «صفقة (مع أنقرة) ولكنها ستكون بائسة». وأشار الى «اتفاقات بين تركيا وكردستان إلى حد أن بعض الأخوة التركمان أكد أن تركيا قالت لنا لا تعترضوا على القول إن كركوك كردستانية»، معتبراً ذلك «غريباً على الموقف التركي التاريخي» من المدينة. وكان متظاهرون في الانبار رفعوا صو رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في اشارة الى تأييد السنة انتقاداته التي وجهها الى المالكي. وكانت الانباء تشير الى تراجع المالكي ورغبته في حل الازمة مع المتظاهرين عبر نقل المعتقلات الى مدنهن، وتسوية قضية اعتقال حرس وزير المال رافع العيساوي، لكنه اكد امس ان «لا وجود للتظاهرات حالياً بل هو عصيان وقطع طريق وضرباً لمصالح الناس، والدولة تتعامل بإشفاق معها». وهددت امانة مجلس الوزراء مجالس المحافظات التي تدعو الى العصيان المدني ب «الملاحقة القانونية» في اشارة الى دعوة وجهتها امس محافظات صلاح الدين والموصل الى الاهالي لتنظيم عصيان واسع. في كردستان اعتبرت رئاسة الإقليم «انتفاضة المتظاهرين دستورية». أمنياً، تعرض عدد من المدن العراقية، بينها بغداد وبعقوبة وكركوك وصلاح الدين وبابل، لهجمات امس أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. وقالت مصادر امنية ان سيارة مفخخة انفجرت في وسط الكرادة بعد ظهر امس، مستهدفة موكباً حسينياً وخلفت 17 قتيلاً وجريحاً، فيما انفجرت سيارات أخرى في بعقوبة وطوز خرماتو، ونجا مسؤولون محليون في بابل وديالى من محاولات اغتيال.