أقر وسطاء سلام دارفور معاودة المحادثات بين الحكومة السودانية وفصائل التمرد في نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، فيما هددت الخرطوم بأنها لن تستمر في التفاوض إلى ما لا نهاية، ولوحت بخيارات أخرى. وجاء هذا الإعلان عقب اجتماع تشاوري في طرابلس ضم وزير الخارجية الليبي موسى كوسا ومستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد عبدالله آل محمود ومبعوث وزير الخارجية المصري السفير محمد عبدالحميد قاسم والوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في أزمة دارفور جبريل باسولي. وقال صلاح الدين في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في الخرطوم أمس إن مساعي ليبيا لتوحيد فصائل دارفور تنظيمياً وتوحيد مواقفها إزاء قضايا التفاوض «حققت تقدماً، لكنها لم تكتمل». ورأى أن «هناك ضرورة لضم قوى لها ثقل سياسي واجتماعي في الإقليم»، في إشارة إلى قبيلة الفور، كبرى القبائل في المنطقة، خصوصاً أن لقاءات طرابلس ركزت على فصائل يتحدر غالبية قادتها من هذه القبيلة. وأكد أن «الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور شهدت تحسناً، وتراجع العنف في شكل كبير، لكن الوضع ليس مثالياً»، موضحاً أن هناك تفاؤلاً بتحقيق تقدم في عملية السلام. وقال مصدر ديبلوماسي عربي في الخرطوم ل «الحياة» إن الحكومة السودانية أبلغت الوسطاء بأنها «لن تستمر في المحادثات مع المتمردين إلى ما لا نهاية، وهددت بأن التفاوض إذا لم يحقق اختراقاً بنهاية العام، فإنها ستفكر في خيارات أخرى لم تحدد طبيعتها». وكشف أن القاهرة ستستضيف في 22 آب (أغسطس) الجاري اجتماعاً تشاورياً يضم مسؤولين من ليبيا والسودان والولايات المتحدة للتشاور في قضية دارفور وتسريع عملية السلام. وذكر أن دولاً لم يسمها كانت تسعى إلى نقل محادثات دارفور من الدوحة إلى عاصمة عربية أو أفريقية، لكن ذلك لم يجد تجاوباً من فصائل التمرد والوسطاء، وتحفظت عنه الخرطوم. من جهة أخرى، أعلنت الأممالمتحدة أن الجنوب مواجه ب «عاصفة إنسانية شاملة» تضرب 40 في المئة من سكانه وتضعهم أمام خطر حقيقي، بسبب انعدام الأمن جراء تصاعد الصراعات القبلية وفجوة غذائية طاحنة، وأزمة في موازنة حكومة الإقليم أدت إلى فقدان 40 في المئة من الموارد، إلى جانب فشل موسم الحصاد. وقالت منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان ليز غراند في مؤتمر صحافي في مقر البعثة الأممية في الخرطوم أمس، إن الصراعات القبلية في جنوب السودان أودت بحياة أكثر من ألفي شخص منذ بداية العام وتسببت في نزوح ربع مليون آخرين، موضحة أنه منذ آذار (مارس) الماضي وقعت أربع مذابح رئيسة قُتل خلالها اكثر من الفي شخص. وأشارت إلى أن «مكمن القلق في أن أي هجوم يؤدي إلى هجوم آخر وهجمات مضادة، وأن المهاجمين يستهدفون الأطفال والنساء... إنها دائرة مفرغة من العنف القبلي». وقالت إن الإقليم يواجه «عجزاً غذائياً هائلاً»، لأن نتاج الموسم الزراعي كان متدهوراً بسبب تأخر الأمطار، متوقعة استمرار العجز الغذائي إلى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وشددت على أن «حكومة جنوب السودان ووكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية ليست لديها الإمكانات اللازمة» لسد الحاجات الإنسانية، داعية مزيداً من المنظمات غير الحكومية إلى العمل في الإقليم. ورأت أن «هناك اهتماماً كبيراً مبرراً بدارفور، لكن جنوب السودان يستحق أكثر بكثير مما يحصل عليه».