دمشق، بيروت - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تتواصل المعارك العنيفة في سورية، خصوصاً حول مركز الحامدية العسكري جنوب معرة النعمان شمال غربي سورية، ومحيط معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان، آخر أكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة، وسط تحقيق مقاتلي المعارضة تقدماً لافتاً على الأرض تمثل في الاستيلاء على حاجزين عند مداخل مركز الحامدية وآليات. واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يشرف على السقوط وأن الأزمة السورية تشهد فصلها الأخير». فيما جدد المبعوث الدولي -العربي للأزمة الأخضر الإبراهيمي تحذيره من أنه من دون حل للصراع عام 2013، فإن الدولة السورية «ستنهار» وتتجه نحو «الصوملة» وقد يسقط 100 ألف قتيل. وقال أردوغان في محافظة أورفه جنوب تركيا قبل توجهه بصحبة رئيس «الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة» أحمد معاذ الخطيب لزيارة أحد أكبر المخيمات التركية للاجئين السوريين «تلقينا إشارات قوية تؤكد قرب سقوط نظام الأسد، لم يبق الكثير لوقف نزيف الدم الجاري منذ نحو عامين، قد يكون الوضع مؤلماً ومكلفاً لكنه اقترب من النهاية». وأشار أردوغان إلى استخدام الأسد صواريخ «سكود» قائلاً إن الرئيس السوري «لم يعد يجد عدداً كافياً من الطيارين لإلقاء القنابل على المدن والسكان وأنه لذلك بدأ باستخدام الصواريخ أرض - أرض بعدما أصبحت مطاراته محاصرة». وقالت مصادر في حكومة حزب «العدالة والتنمية» إن المخطط، الذي أعد قبل شهر بين خبراء أتراك وعسكريين في المعارضة قبل نحو شهر تقريباً، ويتضمن محاصرة المطارات وشلها في كل محافظة في شكل متواز استهدف قطع جميع الإمدادات القادمة من إيران أو روسيا سواء الغذائية أو العسكرية، من أجل إفلاس النظام اقتصادياً وعسكرياً وشل حركته، موضحة أن النظام السوري لن يستطيع الاستمرار في القتال مع هذا الحصار. ومع استبعاد أنقرة أي فرصة لجهود الإبراهيمي وقولها أنها «جاءت في الوقت الضائع»، جدد المبعوث الدولي - العربي تحذيره من انهيار الدولة السورية إذا استمرت الأزمة من دون حل. وحض من القاهرة على تقديم مساعدة خارجية لدفع طرفي الصراع للجلوس إلى طاولة الحوار. وقال الإبراهيمي إن الوضع يتدهور بشدة لكن لا يزال من الممكن التوصل إلى حل في عام 2013 بموجب شروط خطة السلام التي تم الاتفاق عليها في جنيف في حزيران (يونيو). ولا يوضح بيان جنيف مصير الأسد، لكنه يتضمن وقفاً لإطلاق النار واتخاذ خطوات نحو إجراء انتخابات. وكرر الإبراهيمي في تصريحات للصحافيين بعد محادثات عقدها مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قوله: «إما الحل السياسي أو الانهيار الكامل للدولة السورية». وأضاف: «نحن عندنا اقتراح وأعتقد أن هذا الاقتراح سيتبناه المجتمع الدولي... أسس الحل السياسي موجودة، هناك أسس لبناء عملية سلام وإنهاء الحرب والاقتتال بحيث يتم وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي إلى انتخابات، والانتخابات قد يكون فيها رئيس إذا اختار الشعب السوري النظام الرئاسي أو على الأرجح أن يكون هناك نظام برلماني يضمد سورية من جراحها». وقال الإبراهيمي: «أنا أقول إن الحل يجب أن يكون هذه السنة 2013... البعض يتحدث عن تقسيم سورية لكن ما سيحدث هو صوملة، وأمراء حرب». ميدانياً قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «مقاتلين من لواء جبهة ثوار سراقب وريفها أسقطوا طائرة مروحية كانت تحوم في سماء سراقب والمناطق المحيطة بها. وشوهدت الطائرة وهي تهوي وتندلع النيران فيها بالقرب من مطار تفتناز العسكري» في محافظة إدلب. وقتل ثمانية مواطنين، بحسب المرصد، في سقوط قذيفة على سوق الخضار في حي الميسر. وفي حماة، قتل سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال في قصف من قوات النظام على بلدة كفرنبودة. كما تعرض حي الخالدية في حمص لقصف من القوات النظامية، ووقعت اشتباكات في حي جورة الشياح. من جهة ثانية، أعلن الائتلاف انه سيدعو إلى «انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن واتخاذ موقف حازم ونهائي يوقف جرائم النظام بحق السوريين وتجريم كل من يدعمه بالسلاح والمال والخبرة والمقاتلين». وتحدثت وكالات الأنباء الروسية عن أن سفينة حربية روسية غادرت البحر الأسود متوجهة إلى سورية، على أن تليها سفينتان أخريان، تحسباً لاحتمال إجلاء المواطنين الروس من هذا البلد. وقال مصدر في قيادة أركان الجيش الروسي إن سفينة الإنزال «نوفوتشيركاسك» التي تنقل وحدة مشاة وعتاداً عسكرياً ستصل خلال النصف الأول من كانون الثاني (يناير) إلى مرفأ طرطوس حيث توجد قاعدة بحرية روسية. كما أن سفينتي الإنزال «آزوف» و «نيكولاي فيلتشنكوف» غادرتا أيضاً البحر الأسود باتجاه سورية، بحسب المصدر نفسه. وأفادت وسائل الإعلام الروسية أن القطع الحربية الثلاث ستشارك في مناورات قبالة الشواطئ السورية.