شنّت طائرات حربية فرنسية أمس غارات على مواقع «الدولة الاسلامية» في العراق لتصبح فرنسا اول بلد ينضم الى الحملة الأميركية ضد المسلحين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة في العراق وسورية. وتتواصل بلورة ملامح ائتلاف أربعين بلداً، أطلق الرئيس باراك أوباما عملية تشكيله، مع عقد اجتماع وزاري لمجلس الامن الدولي. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي سيرأس الاجتماع أن المطلوب «المزيد من الدقة» في تحديد مسؤوليات كل طرف. وغداة إعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الانضمام إلى الائتلاف، شنّت طائرات «رافال» صباح أمس «أولى غاراتها على مستودع لوجستي لإرهابيي تنظيم «داعش» في شمال شرقي العراق»، على ما أعلن في باريس. وأضافت الرئاسة الفرنسية في بيان: «تمت اصابة الهدف وتدميره بشكل كامل»، بعدما كانت طائرات «رافال» استطلعت الموقع في الأيام الاخيرة، انطلاقاً من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة. غير ان هولاند حذّر من أن بلاده لن ترسل قوات برية ولن تنفذ عمليات في غير العراق، مميزاً بذلك موقفه عن الإستراتيجية الأميركية التي تقضي بشن غارات على معاقل «داعش» في سورية ايضاً. وأعرب أوباما مساء الخميس عن ارتياحه إلى الالتزام الفرنسي، معلناً ان بلاده تعمل على إقامة «ائتلاف دولي واسع لإضعاف «داعش» وفي نهاية المطاف تدميره». وهذا التنظيم السنّي المتطرف الذي تتهمه الأممالمتحدة بارتكاب جرائم بحق الانسانية ينشر الرعب في المناطق التي سيطر عليها في الأشهر الأخيرة، مغتنماً انعدام الاستقرار في العراق والنزاع في سورية المجاورة، ليرتكب عمليات إعدام واغتصاب وخطف وصلب واضطهاد. وبث منذ نهاية آب (أغسطس) أشرطة فيديو تظهر عمليات قطع رأس صحافيين أميركيين وعامل انساني بريطاني خطفوا في سورية، معلناً ان قتلهم رد على الضربات الأميركية لمواقعه في العراق. ونشر الخميس شريطاً جديداً يظهر فيه رهينة بريطاني هو المصور الصحافي جون كانتلي، غير انه لا يتضمن اي تهديد بإعدامه. وأثارت وحشية التنظيم استنكار الأسرة الدولية التي شكلت ائتلافاً، لا سيما أن الدول الغربية متخوفة من اخطار وقوع هجمات على اراضيها ينفذها مواطنون عائدون من القتال في صفوف «الدولة الاسلامية». وبعد الحصول على موافقة مجلس النواب، حصل أوباما الخميس على موافقة مجلس الشيوخ على تخصيص 500 مليون دولار خلال عام لتجهيز المعارضة السورية «المعتدلة» وتدريبها. ويفترض أن يقود مقاتلو هذه المعارضة الذين يواجهون «داعش» وقوات النظام في آن، الهجوم البري ضد الدولة الاسلامية في سورية، وأكد اوباما انه لا يعتزم إرسال قوات برية. وفي سياق الاستراتيجية التي اعلنها اوباما للتصدي ل «داعش» استهدفت الطائرات الحربية الاميركية للمرة الأولى معسكر تدريب للتنظيم جنوب شرقي الموصل (شمال)، وقال ضابط أميركي انه كان هناك اربعون مسلحاً في الموقع المستهدف. وسمحت الغارات الأميركية التي بدأت في 8 آب (اغسطس) للقوات العراقية والكردية باستعادة السيطرة على بعض المناطق في شمال بغداد. وتركزت المعارك في الأيام الأخيرة على مسافة 50 كلم جنوببغداد حيث تدور اشتباكات بين قوات النخبة العراقية المدعومة بالغارات الأميركية و «الدولة الاسلامية» في منطقة الفاضلية الواقعة في جرف الصخر.