بيروت، القاهرة - أ ف ب، رويترز - ظهرت بوادر «الجحيم» الذي تحدث عنه المبعوث الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي بسقوط 364 شخصاً في سورية أمس بينهم اكثر من عشرين طفلاً وعشرين سيدة. وافادت لجان التنسيق ان 227 شخصاً سقطوا في حمص بينهم 220 في مجزره دير بعلبة، وتسعه واربعين في دمشق وريفها بينهم عشرة في النشابية، و39 في حلب بينهم ثلاثة عشر في تل رفعت، وعشرين في دير الزور بينهم 15 جثة مجهوله الهوية و11 في درعا، وعشرة في حماة، وخمسه في إدلب، و اثنين في الرقة. وكرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «الخطوط الحمر» لموسكو حيال أي جهود لتسوية الوضع في سورية، وحسم الجدل في شأن ما وصف بأنها مبادرة يستعد الإبراهيمي لإطلاقها. وأكد أن الرئيس بشار الأسد «لن يرحل ومتشبث بالبقاء في موقعه والدفاع عن مصالح شعبه»، وأعاد هذا الموقف الوضع إلى ما قبل محادثات الإبراهيمي في كل من القاهرةودمشق مع السلطات السورية والمعارضة. من جهة أخرى قال الرئيس المصري محمد مرسي أمس خلال افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشورى، إنه «لا مجال للنظام السوري الحالي في مستقبل سورية»، وإن أولويات مصر هي وقف نزيف الدم السوري والوقوف أمام أي تدخل عسكري. وقال ديبلوماسي عربي في موسكو ل «الحياة»، إن نتائج محادثات لافروف مع الإبراهيمي «دفنت عملياً الأمل بوجود خطة متكاملة لدى المبعوث الدولي يمكن أن تشكل أرضية لنقاش ثلاثي (مع واشنطنوموسكو) في الفترة القريبة المقبلة». واعتبر أن عودة لافروف إلى طرح الأفكار السابقة التي تقوم على ضرورة «حشد جهد دولي لوقف العنف ثم إرسال مراقبين دوليين وإطلاق حوار بين كل الأطراف يحدد مستقبل سورية» تعكس «فشل جهود الإبراهيمي، ومحاولة إضافية لكسب الوقت»، خصوصاً أن هذه الأفكار «لا تجد قبولاً لدى النظام السوري ولا المعارضة، ما يعني عدم توافر آلية عملية لتطبيقها». ولم يستبعد خبير روسي قريب من المؤسسة الديبلوماسية أن تكون زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو الخميس، دفعت الروس إلى إعادة النظر في اقتراح الإبراهيمي تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، بعدما أبلغ المقداد موسكو بتحفظات الحكومة السورية عن خطة الإبراهيمي. ووفق الخبير، فإن العقدة الأساسية التي تتعلق بمصير الأسد قادت إلى إفشال جهود المبعوث الدولي. وكان لافتاً بروز تباينات واضحة بين تصريحات المسؤولين الروس أخيراً، إذ تحدث الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام عن تفهمه «ضرورة التغيير في سورية التي تحكمها عائلة واحدة منذ أربعين عاماً». وبعد ذلك قال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن بلاده مستعدة للقاء ثلاثي جديد مع ممثلي الولاياتالمتحدة والمبعوث الدولي في جنيف بعد انقضاء عطلة رأس السنة، للبحث في خطة الإبراهيمي وتحويلها إلى وثيقة تُعرض على مجلس الأمن. لكن هذا الاجتماع بات موضع شك بعد تصريحات لافروف أمس. ووفق الخبير، فإنه «ليس مفهوماً جدول أعمال هذا اللقاء إذا تم عندما تستبقه موسكو بإعلان عدم نيتها التأثير على الأسد». واعتبر أن كلام لافروف عن إرسال قوات مراقبة دولية يعيد النقاش الدولي إلى بداياته، لأنه يعني «الدخول في نقاشات تفصيلية عن حجم هذه القوات ومهامها، كما أنه يفترض رضوخ الجانبين سلفاً لوقف إطلاق النار». وكان لافروف نفى صحة الاتهامات لموسكو بتزويد دمشق بأسلحة ومعدات، وقال إن السلاح المستخدم هناك يعود إلى الحقبة السوفياتية. لكن تقارير إعلامية روسية تحدثت قبل أسابيع عن عودة بعض الخبراء العسكريين إلى دمشق ونقلت صحيفة «أرغومنتي نيديلي» حديثاً مع أحد الضباط، أكد فيه أن «الخبراء العسكريين الروس ينتشرون في كل القطع السورية»، كما أشار خبير عسكري إلى أن سفناً روسية نقلت حمولات من الذخائر والقطع بينها مدرعات حديثة إلى سورية خلال الشهور الماضية. وذكر مسؤولون في مطار القاهرة أن طائرة «الخطوط الجوية السورية» التي كان مقرراً أن تهبط في مطار حلب امس قبل أن تواصل رحلتها إلى دمشق ألغت هذا الهبوط وتوجهت مباشرة إلى العاصمة السورية بسبب الوضع الأمني المتدهور قرب مطار حلب.