حملت وزارة الإسكان نظيرتها وزارة العمل مسؤولية تأخر إنجاز المشاريع كون الأخيرة تسببت في إيقاف إصدار تأشيرات العمالة لعدد من المقاولين ما أدى إلى تعثر عدد من المشاريع لديها حالياً. وعلمت «الحياة» أن وزارة الإسكان اعترفت بوجود أخطاء ارتكبتها تتعلق بقبولها البناء على أراض صخرية، وكذلك اختيارها لمقاولين «غير أكفاء»، كما أشارت إلى أن 46 مشروعاً لم تصل حتى الآن نسبة الإنجاز الفعلية إلى نسبة الإنجاز المفترضة. وسجّلت مشكلة قلّة الأيدي العاملة وعدم توافر معدات بناء كافية، أبرز المشكلات التي تسبّبت في ضعف إنجاز بعض المشاريع الإسكانية التي تعمل عليها الوزارة، إذ جاءت هذه المشكلة من بين عدد من المشكلات الأخرى التي واجهتها خلال عملها على المشاريع في مواقع عدة من المملكة، وعملت الوزارة على سحب تراخيص من بعض المقاولين بعدما اتضح عدم قدرتهم على تنفيذ المشاريع في الوقت المحدد، فيما لم تسلّم الوزارة حتى الآن مشروع إسكان أبو حجر في جازان على رغم اكتماله، بحجة عدم اكتمال البنية التحتية فيه. وعلمت «الحياة» أن وزارة الإسكان واجهت أزمة تعثّر إنجاز بعض المشاريع في أوقاتها المحددة وفقاً للعقود التي أبرمتها مع شركات المقاولات، والتي كانت في معظمها تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام، في حين توصّل فريق متابعة المشاريع المكوّن من بعض الاختصاصيين في الوزارة، إلى عدد من المشكلات التي تعترض طريق المشاريع، منها عدم اكتمال البنية التحتية، وتأخر تأشيرات بعض العمالة، وتقاطع وحدات سكنية مع مشاريع ترتبط بجهات حكومية أخرى، ووجود مشكلات في التربة، وعدم ملاءمة الأرض لبناء عدد كبير من الوحدات السكنية، وصعوبة توفير معدات معينة لبعض المشاريع، فيما سجّل أحد المشاريع توقفاً عن العمل لمدة شهر بعد إضراب العمالة المخصصة له. وتتفاوت نسب الإنجاز في مشاريع الوزارة التي يتم العمل عليها، إذ لم يكتمل منها سوى مشروع إسكان أبو حجر الذي يضمّ 149 وحدة سكنية، في حين أن معظم المشاريع ال46 المتبقية لم تصل بعد إلى النسبة التي يفترض الوصول إليها، من دون أن تبادر الوزارة بإيضاح الأسباب التي أدت إلى ذلك، والحلول التي تعمل أو ستعمل عليها لمعالجة السلبيات وإكمال المشاريع الإسكانية في أوقاتها. وأنذرت الوزارة أخيراً، أكثر من مقاول، وكلّفت شركات بالعمل على درس العيوب التي تحتوي عليها المشاريع، كما أعدت برامج زمنية لتجاوز مشكلة التعثّر، والتحقّق من صرف رواتب العاملين في المشاريع بانتظام تجنّباً لأي توقف يمكن أن يحدث.