معارض السيارات مزدحمة وتعم أرجاءها الفوضى المرورية، علاوة على وقوعها وسط أحياء سكنية وعلى شوارع ضيقة، ناهيك عن الغش والتدليس اللذين يعتريان تعاملات البيع والشراء فيها. ما سلف يعلمه الجميع جيداً، ويردده كثيرون منذ سنوات، وهناك ما هو أكثر، إلا أن كل ذلك لم يحرك الإدارات الحكومية ذات الصلة، بدءاً من أمانات المناطق والبلديات ووزارة التجارة، وبقي الوضع كما هو. خلال الآونة الأخيرة، بدأ الجميع يلحظ وجود سيارات واقفة ومعروضة للبيع في الأراضي الفضاء على الشوارع الرئيسية، ليست في مكان واحد أو حي معين، إذ باتت منظراً مألوفاً عند كثيرين. «الحياة» وقفت على إحدى تلك الأراضي الفضاء التي توجد فيها سيارات عرضها أصحابها للبيع، وبالكاد وجدت شخصين من أصحاب السيارات. ويقول أبو ماجد المطيري: «لدي سيارة أريد بيعها، لإكمال بناء منزل العمر». وعن السبب في عدم ذهابه إلى معارض السيارات، يوضح: «الخوف من الغش، كما أنني لست مستعجلاً، وبدلاً من إيقافها في أحد المعارض، أوقفتها في هذا المكان الآمن، فهو على شارع عام، كما أنني أخذت احتياطاتي الأمنية من جهاز إنذار وغيره». ويتابع: «هناك كثيرون غيري يبيعون سياراتهم بهذه الطريقة، ولديهم أسباب أخرى، من ضمنها البعد عن الاختناقات المرورية في المعارض، كما أن هناك من يريد أن يشتري سيارة من صاحبها من دون المرور على «شريطية» المعارض المعروفين بتدليسهم». ويبدي أبو ماجد خوفه من تدخل البلدية في الأمر، «البلدية ربما ترى أن هذه فوضى أو ما شابه، ولن أستغرب تدخلها ومنعها ذلك، فهي لا تحل المشكلات الموجودة في المعارض، وستجبرنا على العودة إليها». ويؤكد أحمد الحربي أن انتشار عرض السيارات للبيع في الأراضي الفضاء هو اعتراض صامت على الفوضى العارمة في المعارض، «هناك استغلال لم أشاهد مثله في حياتي، أنا أبحث عن سيارة ولا أريد الشراء إلا من صاحبها، بينما في المعارض يأتي الشريطي أو صاحب المعرض ويحلف بالله أن هذه سيارته بينما هي لشخص آخر، لمجرد أنه يبيعها بسعر مرتفع عن مثيلاتها». ويتابع: «أعلم أن هذا التصرف ليس نظامياً وربما تكون له تأثيرات سلبية مستقبلاً، ولكن ماذا نفعل؟ بالنسبة لي أفضل شراء سيارة من صديق أو قريب أو من أرض فضاء على الشراء من المعارض». ويطالب الحربي بتنظيم سوق السيارات، سواء من ناحية الموقع أو المخالفات المرورية أو حتى مخالفات الغض والتدليس، مؤكداً أن أصوات المواطنين بحت منذ سنوات من دون جدوى.