استحدث الشارع الرياضي السعودي مصطلحات قانونية «محلية» في عالم «المستديرة» قد لا ينجح في استيعابها بقية محبي وممارسي اللعبة في كافة أنحاء المعمورة، وقد يصعب ترجمتها إلى لغات أخرى ما لم ترفق بتوضيحات لشرحها، إذا لا يمكن لأي مترجم حصيف ترجمة كلمة التوقيع مع اللاعب بنظام ال«كُبرى» وهي المصطلح الدارج محلياً إلى متابع انكليزي أو إيطالي ما لم يوضح المترجم أن المقصود أن تمر الصفقة بنادي ثالث وسيط يلعب دوراً «هامشياً» في الصفقة، ويقتصر دوره على أن يكون «جسراً» يتسلم البطاقة الدولية ومن ثم يعيد تسليمها من جديد. ويعدّ اللاعب طلال المشعل أشهر لاعب سعودي انتقل بنظام «الكُبري» من ناديه الأصلي الأهلي إلى غريمه التقليدي الاتحاد مروراً بنادي المريخية القطري والذي وقّع عقداً مع اللاعب لم يتجاوز الأربعة أيام فقط، وعلى المنوال ذاته حاول الدوخي إذاقة ناديه الحالي الاتحاد من «الكأس» ذاتها بعدما انتقل إلى نادي النصر مروراً بنادي وليبرج البلجيكي إلا أن لجنة الاحتراف أصدرت بياناً صحافياً أمس (تلقت «الحياة نسخة منه) علقت فيه تسجيل اللاعب في فترة الاحتراف الحالية بسبب المخاطبات القائمة مع الاتحاد الدولي حول وضعه مرجعةً تسجيله من عدمها في الفترة الثانية «إلى ما يتوفر من معلومات ومستجدات خلال فترة التسجيل الثانية». ويكمن سر «الكُبري» في أن لائحة الاحتراف السعودية تتضمن «المادة الثامنة عشر» والتي تضبط عملية انتقالات اللاعبين وتعتمد على وضع اللاعب على «قائمة الانتقال» في حال عدم اتفاقه مع ناديه على تجديد عقده على أن تقوم الأندية الراغبة في الاستفادة من خدماته بما فيها ناديه الحالي بتقديم عروضها في «مظاريف» لينتقل اللاعب إلى النادي الذي قدم العرض الأعلى، وهذا الأمر المختلف عن اللائحة الدولية. وفي قضية الدوخي الأخيرة، فإن اللاعب انتهى عقده ولم يتقدم لطلبه سوى ناديه الاتحاد إلا أن اللاعب رفض العرض ولم تكن اللائحة في ذلك الحين تتضمن «توضيحاً» حول الوضع القانوني في حال رفض اللاعب وهو ما حدا بلجنة الاحتراف إلى التوضيح بأن الدوخي مخير بين ثلاث خيارات، وهي إما الاتفاق مع ناديه أو التحول إلى لاعب هاو أو الاعتزال إلا أن اللاعب انتقل إلى نادي وليبرج البلجيكي لعدة أيام إذ يخضع الانتقال في هذه الحالة إلى نظام الاحتراف الدولي المختلف عن نظيره «المحلي» قبل أن يعود مجدداً للمنافسات السعودية، ويوقّع مع النصر الذي لم ينجح في تسجيله بعد قرار لجنة الاحتراف أمس. ويطالب وكيل اللاعبين عبدالعزيز الحبشي بتوحيد لائحة الاحتراف المحلية مع نظيرتها الدولية «ليس هناك في قانون الاتحاد الدولي أمر أسمه لائحة الانتقال، لكنه موجود في النظام المحلي، ومن وجهة نظري، أنه كانت خطوة سليمة في وقت سابق لحماية الأندية الصغرى لكن في الوقت الحالي ليس من المفترض أن تكون لائحة الانتقال موجودة، ولو كنا نطبق اللائحة الدولية لما أصبح لدينا كلمة (كُبري)، نحن هنا لا ننكر جهود لجنة الاحتراف وهي تبذل عمل شاق لتفادي الأخطاء لكن لا يجب أن نخترع أنظمة محلية غير موجودة في النظام الدولي».