مع ترقب إعلان نتائج الاستفتاء التاريخي على استقلال إسكتلندا عن بريطانيا صباح اليوم، غداة عملية تصويت طويلة شهدت إقبالاً كثيفاً للناخبين ال4.3 ملايين بينهم 100 ألف شابة في عمر 16 و17 سنة، ما أوحى بحشد معسكر رافضي الاستقلال كل قدرات حملته، وسط ترقب العاملين في حي المال في لندن الذين سهروا الليل ترقباً للانعكاسات. وبعدما أدلى بصوته في دائرة ستريتشن الزراعية، أشاد زعيم الاستقلاليين رئيس الوزراء الإسكتلندي أليكس سالموند، ب «أضخم مهرجان ديموقراطي» في البلاد التي تبدل وضعها نحو عشر مرات خلال 1400 سنة من التاريخ المضطرب. وأُنجز الاستحقاق عبر عملية لوجستية شاقة، إذ توزعت مكاتب الاقتراع ال2600 على مساحة توازي ثلث مساحة المملكة المتحدة، واضطر المنظمون إلى نقل بعض الصناديق بعبّارات أو مروحيات. وخلال ساعات التصويت ال15، احتدم النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، وأججّه تأييد نجم كرة المضرب آندي موراي الاستقلال، على غرار كاتبة سلسلة «هاري بوتر» جي كي رولينغز، التي علقت: «عقلي يقول لا وقلبي يهتف نعم»، ما عرّضها لحملة إهانات من أنصار الوحدة. في المقابل، ندد رئيس الوزراء البريطاني السابق الإسكتلندي غوردون براون، صاحب الشعبية الأدنى بين السياسيين البريطانيين، خلال إدلائه بصوته الرافض للاستقلال في مسقط رأسه غلاسكو، بقومية «ضيقة الأفق، وأنانية تؤدي إلى تقسيم». وكان لافتاً دعوة الكنيسة المشيخية الإسكتلندية إلى التصويت «بعقلانية» و «بروحية وحدة»، معلنة عن «قداس مصالحة» في كنيسة القديس جيل بالعاصمة أدنبرة الأحد. واقرّ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، الرافض للاستقلال، بأن الاستفتاء «يشكل نهاية للوضع القائم»، علماً بأن الأحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى أصدرت بياناً مشتركاً الثلثاء الماضي وعد الإسكتلنديين بتوسيع الحكم الذاتي لمنطقتهم في حال رفضوا الاستقلال، عبر منحها صلاحيات ضريبية إضافية. ورأى محللون أن كامرون سيواجه ثلاثة خيارات إذا فاز الاستقلاليون، هي الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة قبل موعدها المحدد في أيار (مايو) 2015، أو الاستقالة، أو طرح تصويت على الثقة في البرلمان. وهو أعلن أنه سيستقي العبر من الاستحقاق في كلمة يلقيها صباح اليوم وستنقلها التلفزيونات.