تهافت الناخبون الإسكتلنديون أمس، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء التاريخي حول الاستقلال عن المملكة المتحدة، وإنشاء دولة جديدة في أوروبا. وستعلن النتائج صباح اليوم. ودعي حوالى 4,29 مليون ناخب للتصويت في مكاتب الاقتراع ال2600، بينهم 600 ألف سبق أن أدلوا بأصواتهم عبر البريد، وسط توقعات ببلوغ نسبة المشاركين 80 في المئة. وفيما أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم طفيف لمؤيدي بقاء إسكتلندا في المملكة المتحدة، قالت شارلوت فاريش البالغة 34 من العمر بعدما أدلت بصوتها في إدنبرة: «أحب بلادي ولا أريد أن يفسدوها، لذا أعارض الاستقلال». أما سارة رويل (36 سنة) فصرحت: «صوّتُّ بنعم لأنني أعتقد أنه يفترض أن تتخذ إسكتلندا قراراتها». وقال أندرو بورنت الذي يعمل في مجال التسويق قبل أن يدخل مكتب الاقتراع في لوثيان وسط إدنبره: «تحولت من موقف المصوت بلا إلى نعم لتعزيز الأمل المستقبل»، وزاد: «أرى أخطاراً حقيقية للبقاء في مكاننا، كما أن صعود اليمينيين في باقي أنحاء بريطانيا أصبح مزعجاً جداً. ابنتي تحمل أكثر من جنسية، وأتمنى أن تكبر في مجتمع عادل ونزيه». وقالت لايزا كلارك التي تعمل في كنيسة: «صوّتُّ بنعم لأنني أريد أن أرى إسكتلندا مستقلة. أريدها مختلفة وتتمتع بعدالة اجتماعية، ومن دون فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء. وكان زعيم الاستقلاليين رئيس الوزراء أليكس سالموند أعلن في مهرجان ببيرث ليل الأربعاء: «دعونا نصنع الاستقلال. إنها فرصة حياة، لنتلقفْها بأيدينا». وفي غلاسكو، أعلن رئيس حملة رفض الاستقلال وزير المال البريطاني آليستير دارلينغ، في تحذير وجهه إلى المترددين: «إذا كانت تساوركم أدنى شكوك فلا تحولوها إلى تصويت بنعم». وصدرت الصحف البريطانية أمس بصفحات أولى تزخر برموز. وتضمنت غالبيتها العلمين الإسكتلندي والبريطاني جنباً إلى جنب. ونشرت صحيفة «ذي غارديان» صورة جوية لإسكتلندا محوطة ببحر يُغرق باقي أجزاء المملكلة المتحدة. وعنونت افتتاحيتها: «يوم الحقيقة. أمام الناخبين الإسكتلنديين 15 ساعة ليقرروا مصير بلدهم»، ودعت الإسكتلنديين إلى رفض الاستقلال والمساعدة في «إعادة صهر وحدتنا». في المقابل، أكدت صحيفة «غلاسكو صنداي هيرالد» موقفها المؤيد للاستقلال، ونشرت على صفحتها فسيفساء على شكل علم إسكتلندا مؤلفة من مئات الصور الذاتية لمؤيدين للاستقلال. وإذا اختارت إسكتلندا الاستقلال، سيضع ذلك حداً لتحالف يعود الى العام 1707، علماً بأن خيار الإسكتلنديين قد يقرر مصير رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، الذي وصف سيناريو الانفصال بأنه «مأساة». أما رئيس الوزراء الإسكتلندي أليكس سالمود، فسيخرج منتصراً مهما كانت نتيجة الاقتراع، إذ إن فوز الاستقلاليين سيجعله بطل الاستقلال، أما خسارتهم فستمنح البلاد حكماً ذاتياً أوسع. وكتبت صحيفة «ذي هيرالد» الإسكتلندية أن البلاد «لن تعود أبداً كما كانت، سواء كانت النتيجة نعم أم لا»، علماً بأن سلطات إدنبرة الحالية تشمل الصحة والقضاء والتعليم والزراعة والبيئة والحكومة المحلية، أما السلطات التي تتولاها لندن، فهي المال والدفاع والطاقات والشؤون الخارجية والدستور والقطاع العام والهجرة والنقل والتقاعد والأمن الاجتماعي. وتمثل إسكتلندا 8,3 في المئة من سكان المملكة المتحدة وثلث مساحتها و9,2 في المئة من إجمالي ناتجها الداخلي، ما يعني أن أقلية ستقرر مستقبل الاتحاد، الذي يضم إنكلترا وإسكتلندا وويلز وإرلندا الشمالية.