قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» بالضربات الجوية «ليست ممكنة»، داعياً الولاياتالمتحدة والدول التي شاركت في مؤتمر باريس الأسبوع الماضي الى «دعم العراقيين أنفسهم لمواجهتها، واتخاذ إجراءات تمنع حصول «داعش» على التمويل والدعم من الدول المجاورة للعراق وسورية». وانتقد ظريف، خلال حوار نظمته مؤسسة «مركز السياسة الخارجية» في نيويورك استبعاد بلاده من مؤتمر باريس «على رغم أن بعض الدول التي دعيت إليه تسهل حركة المقاتلين الأجانب الملتحقين ب «داعش»، ويتلقى هذا التنظيم التمويل عبرها». وعن العملية السياسية والمشاركة في السلطة في العراق، قال ظريف إن «البعض يحاول إعادة العراق الى حالة الأمر الواقع الذي كان سائداً في عهد ديكتاتورية صدام حسين وحكم الأقلية وهذا لن يحصل»، معتبراً المشاركة في السلطة «أمراً يتفق عليه العراقيون من دون ديكتاتورية من أي نوع لأن الشيعة والسنّة والأكراد، جميعهم غير راضين» عن حصتهم في السلطة. وشدد على أن ليس لإيران أي وجود (عسكري) على الأرض، معتبراً أن «الميليشيات وجدت رداً على المقاتلين الأجانب الذين تقاطروا الى العراق بسبب الغزو الأميركي». وفي الشأن السوري، اعتبر ظريف أن «من يفكر في هزيمة الحكومة وتنظيم «داعش» معاً مخطئ وواهم»، واستخف بأهمية «ما يسمى المعارضة المعتدلة التي لا تسيطر على أرض ولا تؤثر في السياسة، وفي سورية الآن خياران إما الحكومة أو «داعش». وقال إن «البعض حشر نفسه في موقع ضيق بسبب وضع خطوط حمر على أشخاص محددين، ويجب إعطاء السوريين القدرة على انتخاب رئيسهم بأنفسهم بدلاً من وضع الخطوط الحمر». من جهة أخرى، شدد ظريف على ضرورة «التوصل الى اتفاق يتضمن جدولاً زمنياً محدداً يتم خلاله وقف تطوير البرنامج النووي وقدرة إنتاج الماء الثقيل بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالتوازي مع رفع العقوبات وإجراءات بناء الثقة من الجانبين». واستخف بالعقوبات المفروضة على إيران معتبراً أنها «لم تؤد سوى الى رفع قدرة إنتاجنا من الماء الثقيل بنحو 18 ألف جهاز طرد مركزي، وعلى رغم ذلك هناك من يصر في الكونغرس الأميركي على العقوبات وكأنها هدف بذاتها». وأوضح أن لدى إيران «20 ألف طرد لإنتاج الماء الثقيل ولكنها لن تحتاج كل قدراتها النووية اليوم أو غداً وبالتالي يمكن التوصل الى اتفاق يحدد إطاراً زمنياً، ولكن على البعض أن يقتنع بأن البرنامج لا يتضمن جانباً عسكرياً وهو ما أثبتته زيارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ورداً على سؤال عما إذا كان فشل المفاوضات سيغير سياسة إيران الخارجية والإقليمية، قال ظريف: «بالتأكيد، لأننا وضعنا سياستنا أمام شعبنا والمفاوضات جزء منها». وعن دعم إيران ل «حزب الله» في لبنان، قال: «نحن ندعم كل من يدافع عن أرضه و «حزب الله» بطل في لبنان لأنه هزم إسرائيل وحرر أرضه، وهو جزء من الحكومة، لكن ليس لإيران مشاركة عسكرية هناك».