أظهر بحث أكاديمي صدر حديثا في إسرائيل، أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وضعت منهاجاً تعليمياً لموضوع الأدب العربي في المدارس الدرزية يهدف إلى عزل المجتمع الدرزي عن المجتمع العربي وترسيخ هوية طائفية درزية منفصلة ومنعزلة عن الهوية العربية. وأفادت صحيفة "هآرتس" اليوم الأربعاء، أن البحث الجديد أعده الباحث بمعهد "فان لير" الأكاديمي الإسرائيلي، الدكتور يسري خيزران، وهو ابن الطائفة العربية الدرزية. وقال خيزران في بحثه، إن كتب تدريس مادة الأدب العربي في المدارس الإعدادية والثانوية الدرزية تخلو من نصوص تشير إلى العلاقة بين الدروز وبين العرب والمسلمين. وأكد على العلاقة بين الدروز والثقافة العربية، لكنه أشار في البحث إلى أن كتب التدريس بالمدارس الدرزية تضمنت عددا كبيرا من الأدباء والشعراء الدروز وعدد قليل جدا من الأدباء والشعراء العرب. وشدد خيزران على أن "النصوص الأدبية باللغة العربية تُستغل لتعزيز الوعي الطائفي الضيق"، ومثال على ذلك أن المنهاج الدراسي تضمن قصيدة واحد للشاعر سميح القاسم، وهو أبرز الشعراء الدروز، وهذه القصيدة خالية من أي مضمون أيديولوجي أو تعبير عن الإنتماء القومي والسياسي الدرزي للأمة العربية، الذي يؤكد عليه القاسم في معظم قصائده. وجاء في البحث أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أفرغت المنهاج التعليمي من أي ذكر لأدباء فلسطينيين مثل محمود درويش، وإميل حبيبي، وغسان كنفاني، كما أن المنهاج يخلو من نصوص أدبية من فترة النهضة العربية. وأشار خيزران إلى أن النصوص الدينية التي يشملها منهاج التدريس يدعي أن الحلف بين اليهود والدروز قديم ويعود 3 آلاف سنة إلى الوراء، وأنه في هذه الكتب يتم استخدام النبي يثرو، وليس اسمه العربي وهو النبي شعيب. ونقلت "هآرتس" عن معلم في إحدى المدارس الدرزية وطلب عدم ذكر هويته، قوله إن محاولة فصل وعزل الدروز عن العرب موجودة في المناهج الدراسية في جميع المواد الدراسية، وأن "الحديث يدور عن تسييس جهاز التعليم" وأنه يتم اختيار المسؤولين في جهاز التعليم الدرزي بحيث يخدمون توجهات وزارة التربية والتعليم السياسية اليمينية. وأضاف المعلم أنه "تم تحقيق الهدف، وكل شاب درزي يقول إنه درزي إسرائيلي لأنه تم إضعاف الهوية العربية بشكل متعمد، ورغم أننا مواطنو الدولة لكن لا ينبغي أن نبرر أو نعتذر على كوننا عرب". ويشار إلى أن الشبان العرب الدروز ملزمون بأداء الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، لكن هناك العديد من هؤلاء الشبان الذين يرفضون التجند لأسباب ضميرية ووطنية بينما يعلل قسم آخر رفضه الخدمة بالجيش لأنه يريد مواصلة الدراسة الدينية.