في موقف هو الأول له بهذا العمق والوضوح من الانتخابات النيابية، أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أنه «لا يمكن أن نتراجع عن إجراء الانتخابات في موعدها في الوقت الذي تتحول فيه كل المنطقة والدول العربية الى الديموقراطية». وقال: «أنا أفضل مئة مرة القانون النسبي الذي تقدمت به الحكومة على أي قانون آخر، وإذا لم يتم إقرار القانون لا يعني أن نتهرب من إقرار قانون جديد لكي نلغي الانتخابات، وتداول السلطة وفق أي قانون أفضل من عدم إجرائها، وهذا يعني أن نحفظ الموعد ونبذل جهدنا لإنجاز القانون المناسب وإذا لم نتمكن نذهب الى الانتخابات». كلام سليمان جاء في سياق سلسلة مواقف أطلقها في حوار مع الصحافيين على هامش حضوره أمس قداس عيد الميلاد في بكركي. وعقد سليمان خلوة مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، فيما اعتبرت مصادر سياسية أن إصراره على إجراء الانتخابات النيابية المقررة في ربيع العام 2013، يشجع رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط «على البقاء في موقع الانتظار وعدم إعادة التموضع السياسي عبر الانتقال من الوسطية في اتجاه فريق الأكثرية في الحكومة المؤيد لاعتماد النظام النسبي في الانتخابات، أو الآخر في المعارضة الداعم لمبدأ الدوائر الصغرى». واستبق سليمان موقف الأطراف المشاركة في الحوار الذي دعا الى استئنافه في 7 كانون الثاني (يناير) المقبل متوجهاً بالسؤال الى المشمولين بدعوته: «ماذا تعني مقاطعة الحوار؟ في الماضي شاهدنا مقاطعة من أجل شهود الزور (وهو الشرط الذي وضعته «قوى 8 آذار» على رئيس الحكومة حينها سعد الحريري بإحالة ملفهم على المجلس العدلي في مقابل عودة ممثليها عن مقاطعة جلسات مجلس الوزراء)، ولم نفهم لماذا علينا مقاطعة الحوار من أجلهم. واليوم نجد مقاطعة من أجل إسقاط الحكومة (وهو المطلب الذي طرحته «قوى 14 آذار» بعد اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن)، وكذلك لا أفهم الرابط». وأكد سليمان أن الحوار «جهاز وهيئة وطنية مساعدة لاستتباب الوضع واستقراره في لبنان»، وتمنى أن يأتي فرقاء الحوار الى الطاولة، وقال: «إذا لم يأتوا فليعطوني البدائل وإذا أرادوا إلغاء هيئة الحوار نلغها وليقولوا لي ما هو المطلوب؟». ولفت سليمان الى أنه «لا يمكننا إلا أن نتوقف أمام المعاناة التي يعيشها إخواننا في سورية، وجميع السوريين، خصوصاً المسيحيين منهم في هذا العيد»، رافضاً الرد على انتقاد النائب سليمان فرنجية مواقفه في ما يتعلق بالرئيس بشار الأسد، قائلاً: «لا تعذبوا أنفسكم، أنا لا أرد على مواقف». وتوقف أمام استمرار اختطاف تسعة من اللبنانيين في منطقة إعزاز في حلب، وقال: «يجب أن نفصل بين وضع المخطوفين الذي هو إنساني وظالم، والتحركات المتصلة بأهالي المخطوفين، ولا ينبغي التعرض لمصالح أي دولة، خصوصاً مصالح الأتراك في لبنان لأنهم ليسوا الخاطفين وبالوقت نفسه نتمنى على الحكومة التركية بذل جهود قصوى لإطلاقهم بالضغط على الخاطفين لتحريرهم في أقرب وقت ممكن».