أعلن رئيس الوزراء التونسي، حمادي الجبالي، الثلاثاء إن "تونسالجديدة" ستفتح آفاقاً جديدة للاستثمارات التركية، معوّلاً على الاستثمار المتبادل لتعزيز العلاقات بين البلدين. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن الجبالي قوله في كلمة أمام مجلس الاقتصاد القطاعي التركي السادس الذين عقد في مقر اتحاد الغرف وتبادل السلع في أنقرة، "نحن مسرورون من تطور العلاقات الثنائية وآفاقنا في هذه المسألة ستكون دائماً واسعة. ونحتاج لزيادة الاتصالات من أجل تطوير المصالح المشتركة". وأضاف "سنستكمل فوراً استثمارات في الطرق السريعة وسكك الحديد والغاز الطبيعي. وتونسالجديدة ستفتح آفاقاً جديدة لاستثمارات جديدة لأشقائنا الأتراك. فالاستثمارات المتبادلة ستدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام". وأشار الجبالي إلى أن حكومته أعدت قوانين تتعلق بالاستثمارات في جميع المجالات وقامت بمراجعة الأنظمة المالية وأنظمة الاستثمار. وذكّر بأن تركيا قدمت قرضاً لتونس بقيمة 500 مليون دولار من ضمنه هبة بقيمة 100 مليون دولار. وقال إن "المنطقة الصناعية التي ستقام في تونس العاصمة بمساهمات تركية ستكون ضمن معايير دولية. وأدعو المستثمرين الأتراك إلى استخدام المنطقة الصناعية". وأشار إلى أن الجانبين التركي والتونسي "يرغبان في إقامة علاقات إستراتيجية وهناك إرادة كبيرة في هذا الإطار". والتقى الجبالي، نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي استقبله باحتفال عسكري في مقر رئاسة الحكومة في أنقرة، وعقد الجانبان اجتماعاً بعيداً عن عدسات الإعلام على أن يعقدا مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق. وسبق أن التقى الجبالي في أنقرة، الرئيس التركي عبد الله غول ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو ورئيس البرلمان التركي، جميل تشيتشك، وجرى بحث الأوضاع في تونس وقضايا إقليمية وشؤون ذات اهتمام مشترك. وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" أن الجبالي والوفد المرافق له عقدوا اجتماعاً بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام، مع الرئيس غول، حضره داود أوغلو. وقالت مصادر وصفت بالمطلعة للوكالة، إن اللقاء تناول الأوضاع في تونس، وجرى بحث القضايا الإقليمية والشؤون التي تهم الطرفين. والتقى الجبالي والوفد قبل ذلك رئيس مجلس الأمة التركي، جميل تشيتشك، الذي قال في كلمة ألقاها باللقاء "إن الربيع العربي حل عليكم، لكن تحول إلى شتاء قاسٍ في بعض الدول الشقيقة الأخرى". وأشار تشيتشك، إلى أن علاقات الأخوة التي تربط تركيا وتونس عميقة ومتجذّرة، مشدداً على أن بلاده لا تنظر إلى المنطقة العربية على أنها آبار نفط أو مداخن غاز، مبدياً أسفه "لأن بعض الأنظمة العربية ما تزال غير مدركة لحقيقة وأبعاد تلك المعاني والعلاقات الأخوية.. لذا نشهد استمراراً للمآسي في المنطقة". وعبر الجبالي، من جانبه، عن سعادته لزيارته البرلمان التركي، مشيراً الى أن بلاده التي قامت بثورة 14 كانون الثاني (يناير)، بحاجة لجهود حثيثة، من أجل تحقيق التنمية، والمطالب المشروعة للشعب التونسي. ووصل الجبالي أمس إلى تركيا بزيارة عمل تستغرق يومين تلبية لدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وقالت رئاسة الحكومة التونسية في بيان أمس الإثنين، إن الزيارة ستتوّج بالتوقيع على إعلان سياسي لتأسيس "مجلس أعلى للتعاون الإستراتيجي" تحت إشراف رئيسي حكومة البلدين، على أن يعقد إجتماعته مرة في السنة بالتناوب في تونس وتركيا.