أعاد سبعة مواطنين أميركيين، كان آباؤهم موظفين في شركة «أرامكو»، قطعاً أثرية سعودية كانت في حوزتهم منذ عقود. ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» الرسمية (واس) عن جانيت سميث، حرم السفير الأميركي لدى المملكة جيمس سميث، قولها إن «سبعة من أبناء أرامكو الأوفياء، أعادوا صناديق تحوي قطعاً أثرية لا تقدر بثمن كانوا عثروا عليها في مرحلة طفولتهم في الصحراء، واحتفظوا بها عقوداً من الزمن»، لافتة إلى أن هذه القطع ارتبطت بذكرياتهم في المملكة التي ولدوا وعاشوا فيها سنوات. وكرّم رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الأميركيين السبعة لجهودهم وحفاظهم على القطع الأثرية، وذلك خلال افتتاح معرض «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في متحف «سميثسونيان» في واشنطن، والمستمر حتى شباط (فبراير) المقبل. والأميركيون الذين أعادوا القطع الأثرية هم «أبناء أرامكو»، كما قالت سميث، إذ تطلق هذه التسمية على أبناء موظفي الشركة الذين ولدوا وعاشوا في المملكة، وهم حالياً جزء من جمعية عائلات «أرامكو» ومتقاعديها التي تضم أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و90 سنة. وقالت باربرا دينس مارتن، وهي واحدة من كبار المبادرين إلى إعادة القطع الأثرية، إنها ولدت في السعودية وأقامت فيها حتى بلوغها سن ال 20، مؤكدة أن المملكة هي وطنها الثاني. وتخبر: «عندما كنت طفلة، كنت أذهب مع عائلتي في نهاية كل أسبوع تقريباً للتخييم خارج المدينة، وكانت الصحراء فاتنة وتزخر بالنباتات الغريبة والزواحف والحيوانات، وكانت الأراضي ممتلئة بقطع فخار يعود تاريخها إلى آلاف السنين». وأضافت: «كنا نقضي ساعات طويلة في البحث عن أشياء جديدة وغريبة، وبالفعل كنا نعثر كل مرة على جديد، وذلك بفعل الرياح التي تزيح الرمال فتكشف كنوزاً. واستطعنا جمع 60 إلى 70 قطعة فخارية، بعضها شظايا وحطام، والبعض الآخر سليم تماماً، كما كنا نعثر أحياناً على قطع زجاجية». وتابعت: «كنا نعلم أن تلك القطع أثرية، ولأنه لم يكن يوجد من يهتم بتلك الكنوز ويحفظها آنذاك، جمعناها واعتنينا بها، وعندما حان وقت عودتنا إلى بلادنا (الولاياتالمتحدة) غلّفناها بكل عناية ونقلناها إلى بلادنا وعرضناها في منازلنا». وتحكي لوي ولفروم طفولتها في المملكة فتقول: «اعتدت وأنا طفلة، على جمع القطع الفخار من البراري أثناء نزهاتنا خارج المدينة، وأذكر مرة كنا خارج مدينة الجبيل شرق المملكة، فعثرت على قطعة فخار خضراء، دفن جزء منها تحت الرمل، وكانت تحتوي على نوعية فاخرة من الزجاج القديم، فحفرنا حولها بعناية، وفوجئنا بجرّة كاملة، ثم عثرت على قطعة أخرى، أخذناهما إلى المنزل واعتنينا بهما».