وجهت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» انتقادات لاذعة لأمانة منطقة الحدود الشمالية، وذلك على خلفية رصدها معاناة سكان حي الربوة في مدينة عرعر (منطقة الحدود الشمالية)، التي تتمثل في افتقار الحي للخدمات البلدية والصحية، وقالت الهيئة إن إفادة أمانة الحدود الشمالية خالفت الحقيقة، ودعتها بالتحقيق في الموضوع، وإصلاح الخلل الموجود، كما أشارت إلى أن الاستشاري للمشروع «لا يعرف مكان المشروع نفسه». وأكد مصدر مسؤول في «نزاهة» في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أمس أن: «الهيئة تابعت ما نشر في إحدى الصحف المحلية، حول ما يعانيه سكان حي الربوة من افتقار للعديد من الخدمات البلدية والصحية، وكلفت أحد مهندسيها بالوقوف على المشروع، للتحقق مما نشر ورصد الواقع والاطلاع على وثائق المشروع»، مشيراً إلى أن الهيئة لاحظت وجود منحنيات خطرة في الحي بارتفاعات تزيد على 5 أمتار، وأنه لم يتم البدء في أعمال الإنارة، وكذلك عدم وجود لوحات تحذيرية ضوئية، مما يعرض مستخدمي الطريق أثناء الليل للخطر، كما لاحظت قصوراً في الإشراف والمتابعة الميدانية للمشروع. وأضاف المصدر: «تبين للهيئة أن الاستشاري المشرف على المشروع لا يعرف الطريق إلى الحي، ووضح ذلك أثناء توجهه مع مندوب الهيئة إلى الموقع، وكان يستعين بالمقاول للوصول إلى الحي، مما يعني ذلك أن الاستشاري لم يقم بإشراف فعلي على المشروع وفق العقد معه، وهو أمر يستدعي المساءلة». وذكر أن «المشروع المتعثر عبارة عن سفلتة وأرصفة وإنارة، وأن المشروع تبلغ كلفته 49.8 مليون ريال، ومدة العقد 1080 يوماً، بدأت من تاريخ تسليم الموقع للمقاول في 10-7-1432ه، لافتاً إلى أن الحي تم تقسيمه إلى ثلاثة (بلوكات) بينها ممر مائي، إلاّ أن إقامة منازل الحي تمت قبل البدء في تخطيط الشوارع وتحديد مناسيبها، وهو ما سيجعل مناسيب بعض المنازل منخفضة عن منسوب الطريق، وهو ما سيسمح بدخول مياه الأمطار إليها، وهذا بخلاف ما سبق أن ذكرته الأمانة في إفادتها للهيئة أخيراً، من أن حي الربوة تم تنظيم المخطط به على المناطق المرتفعة والآمنة من خطر الأمطار»، مشيراً إلى أن ما ذكرته الأمانة في إفادتها للهيئة من أن نسبة الإنجاز لأعمال السفلتة هي نسبة لا بأس بها، لا تتفق مع واقع ما هو منفذ من الأعمال والرصف والإنارة، إذ تبين أن نسبة الإنجاز لا تتجاوز 5 في المئة، في حين أن نسبة المدة المنقضية 29.62 في المئة، فضلاً عن أن استخدام عبارة (لا بأس بها) لا تمكن من تحديد المسؤوليات. ودعت «نزاهة» أمانة منطقة الحدود الشمالية بالتحقيق في الموضوع من جوانبه كافة، وبخاصة أن الحقيقة لم تظهر إفادة الأمانة، وفي عدم قيام الاستشاري بالدور المطلوب منه، وكيف صرفت له مستحقاته؟ وكذلك التحقيق في ما رصدته الهيئة من مخالفات وملاحظات وقصور في الأداء.