تصدرت السعودية قائمة دول المنطقة في الاكتتابات خلال العام 2012، بعائدات بلغت 1.4 بليون دولار، تلتها عُمان ب 264.4 مليون دولار ثم الإمارات بتسجيل 227 مليون دولار. وجاءت شركة «دلة للخدمات الصحية القابضة» في مقدمة الصفقات بقيمة 143 مليون دولار، وحل بعدها في المرتبة الثانية «بنك عزّ الإسلامي» بصفقة قيمتها 106 ملايين دولار في سوق مسقط للأوراق المالية، أما الاكتتاب الثالث في الربع الرابع، فكان من نصيب شركة «أميرة للأغذية الطبيعية» التي أنجزت اكتتاباً بقيمة 90 مليون دولار في بورصة نيويورك. وكشف تقرير شركة «إرنست ويونغ» حول أنشطة الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للربع الرابع من عام 2012 أن عائدات أسواق المال الإقليمية بلغت حوالى 2 بليون دولار خلال عام 2012، وذلك بارتفاع نسبته 134 في المئة. وبحسب التقرير، يختتم العام تداولاته بتحقيق شركات المنطقة عائدات إجمالية بلغت 339.8 مليون دولار من خلال ثلاثة اكتتابات في الربع الرابع من هذا العام، مسجلة ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي (226.1 مليون دولار) وكذلك عن الربع الثالث من العام الحالي الذي وصلت خلاله عائدات الاكتتابات في المنطقة إلى 252.3 مليون دولار. وأوضح رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فل غاندير، أن التوقعات لعام 2013 ستتأثر بانطباعات المستثمرين، في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، ونتوقع بأن كلا من السعودية والإمارات ستحتفظ بمكانتها بين دول المنطقة كوجهة يركز عليها المستثمرون في عام 2013. وأضاف: «على مدار العام 2012 شهدت أسواق المال خمسة اكتتابات في قطاع المواد، تلتها ثلاثة اكتتابات في كل من القطاع المالي وقطاع المنتجات الاستهلاكية، واثنان في قطاع الرعاية الصحية وواحد في قطاع الأغذية المعلبة». وحققت الأسواق الأميركية خلال الربع الرابع من عام 2012، عائدات قدرها 7.3 بليون دولار من 29 اكتتاباً، لتقلص بذلك الفرق بينها وبين الأسواق الآسيوية التي سجلت 8.8 بليون دولار من 59 اكتتاباً. وشهدت البورصات الأوروبية عودة النشاط إليها حيث بلغت قيمة الصفقات سبعة بلايين دولار بواقع 20 اكتتاباً. وعلى المستوى العالمي، ما زالت صورة الربع الرابع مقارنة بالعام الماضي، تبدو غير مشرقة إلى حد ما، إذ سجّل عدد الصفقات انحداراً بنسبة 46 في المئة من 255 صفقة خلال الفترة نفسها من عام 2011 ليصل إلى 136 صفقة في الربع الرابع من 2012. وذكرت نائب رئيس مجلس الإدارة العالمي لشؤون أسواق النمو الاستراتيجي في إرنست ويونغ ماريا بينيلي: «لا شك في أن الضعف الاقتصادي وظروف أسواق الأسهم المتقلبة ومستويات الأداء الضعيفة التي سجلتها بعض صفقات الاكتتاب، تركت أثراً ملحوظاً في ثقة المستثمرين». وأضافت: «كما هو متوقع، سجلت آسيا نشاط اكتتاب أضعف نظراً لتناقص عدد المشاريع الحكومية التي تدخل السوق. وتظهر الأرقام المسجلة في الربع الرابع أن سوق الاكتتابات الأميركية عادت إلى نشاطها من حيث عدد الصفقات والشركات الناجحة التي تسجل أداءً قوياً». وحققت بورصة نيويورك وبورصة ناسداك 44.9 بليون دولار في 128 صفقة، وهيمنت الأولى على 19 في المئة من العائدات العالمية في العام 2012، لتتقدم للعام الثاني على التوالي على بورصات الأسهم في شينزن وهونغ كونغ وشنغهاي، التي حققت 11.1 بليون دولار من 129 صفقة، و9.8 بليون دولار من 44 صفقة، و5.3 بليون دولار من 25 صفقة على التوالي. وتوقعت بينيلي أن يحقق سوق الاكتتابات العالمي نتائج أفضل في العام 2013، إذ سيقود الاقتصاد الأميركي متزايد القوة مسيرة التعافي، تليه أوروبا وآسيا التي ستكون أكثر نشاطاً في النصف الثاني من العام.