هدد ائتلاف «العراقية» بزعامة إياد علاوي بالانسحاب من العملية السياسية، وقرر وزراؤه مقاطعة جلسة الحكومة الثلثاء المقبل، احتجاجاً على اعتقال حرس وزير المال رافع العيساوي. وحذر رئيس الوزراء نوري المالكي الطائفيين من «الجانبين» من مخطط للعودة الى الطائفية، وتساءل مخاطباً الجميع: «أنسيتم يوم كنا نجمع الجثث من الشوارع؟ أنسيتم يوم كنا نجمع الرؤوس المقطعة من الشوارع؟ أنسيتم يا دعاة الطائفية من الجانبين يوم اضطررتم إلى الهرب؟». الى ذلك، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المالكي بانتهاج سياسة طائفية، وقال انه سيناقش القضية العراقية بالإضافة إلى الأزمة السورية مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته واشنطن، معرباً عن مخاوفه من تحول بلاد الرافدين إلى «سورية أخرى». وناقش رئيس البرلمان، القيادي في «العراقية» أسامة النجيفي امس مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تطورات الأزمة، وحادثة اعتقال حرس العيساوي وتداعياتها. وقال النائب عن كتلة «العراقية» رعد الدهلكي في اتصال مع «الحياة» امس، إن «وزراء الكتلة اتفقوا على مقاطعة جلسة الحكومة الثلثاء المقبل للاحتجاج رسمياً وبشكل موحد». ولفت إلى أن «قرار الانسحاب من العملية السياسية كان محل نقاش جدي في الاجتماع، إثر تقديم نائب رئيس الوزراء صالح المطلك حلاً إلى رئيس الوزراء يتضمن مرحلتين: الأولى إشراك الكتل السياسية في عملية التحقيق الجارية مع حرس العيساوي، والثانية تتضمن إجراء حوار عاجل في ما يجري في البلاد. وإذا رفض رفض الطلبان ستكون هناك استقالة جماعية لائتلاف العراقية من الحكومة والبرلمان والانسحاب من العملية السياسية». وكانت قوة أمنية تابعة لوزارة الداخلية اقتحمت مساء الخميس مقر العيساوي في المنطقة الخضراء واعتقلت حرسه بتهم الإرهاب. إلى ذلك حذر المالكي من عودة الأجواء الطائفية إلى البلاد ودعا رؤساء العشائر وعلماء الدين إلى الوقوف في وجه «دعاة الطائفية الجدد». وقال في كلمة خلال حضوره مؤتمراً للشباب: «نسمع من مسؤولين في الدولة يتهمون الأجهزة الأمنية ويكذبون عليها (...) نحن لا نتستر على الذين يسمون أجهزة الدولة بالميليشيات، ونحتاج إلى مراجعة معهم، وأحذرهم من العودة إلى الطائفية». ودعا «رؤساء العشائر من العرب والأكراد وكل المكونات وعلماء الدين من السنة والشيعة، إلى عدم الوقوف في صف دعاة الطائفية الجدد»، ولفت إلى أن «ما هي إلاّ خطوات على طريق العودة إلى ما خرجنا منه من مأساة الطائفية». وتساءل:»أنسيتم يوم كنا نجمع الجثث من الشوراع والرؤوس المقطعة وانفجار 25 سيارة في يوم واحد؟ أنسيتم يا دعاة الطائفية من الطرفين يوم اضطررتم إلى الهروب من العراق وعدنا وعدتم». وقال العيساوي بعد اعتقال حرسه إن «قوة ميلشياوية اعتقلت أفراداً من حمايتي». وكان النجيفي وصل الليلة قبل الماضية إلى أربيل، وبحث مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني في الأزمة السياسية وحادثة اعتقال حرس العيساوي. وأوضح النائب القريب من النجيفي فارس السنجري امس، أن الطرفين بحثا في تنسيق المواقف لمواجهة الأزمة السياسية بما فيها سحب الثقة من المالكي. واعتبر الأمين العام للحزب «الإسلامي» إياد السامرائي حادثة الإعتقال «ضربة أخرى للعملية السياسية ومسماراً في نعش المشاركة الوطنية». في هذا الوقت، جدد أردوغان اتهامه المالكي بالطائفية. وقال: «أنا ذاهب إلى الولاياتالمتحدة، ليس من أجل سورية فقط، بل من أجل التطورات في العراق أيضا. أنا قلق من أن يتحول العراق إلى سورية أخرى، في العراق سنة وشيعة، ويتكون من العرب والأكراد والتركمان، معظمهم من السنة، وهناك شيعة أيضاً. بعض هؤلاء الشيعة معتدلون، فيما البعض منهم متشددون. وفي حال حافظ الشيعة المعتدلون على وسطيتهم، فإن الحكومة المركزية لن تستطيع التصرف مثلما تصرفت، وسينجو العراق والمنطقة كلها معه».