تتهم التيارات الإسلامية في مصر الإعلام الخاص والقائمين عليه بإثارة الفتن وتأجيج الأحداث وزعزعة الاستقرار، في مشهد يبدو رمادياً، خصوصاً بعدما تزعزعت الثقة بالإعلام الرسمي. ومن مقدمي البرامج الذين تشملهم الانتقادات الإعلامي سيد علي مقدم برنامج «حدوتة مصرية» عبر فضائية «المحور» الذي انتقد في تصريح إلى «الحياة» الهجوم الذي يتعرض له الإعلام الخاص في مصر من التيارات الإسلامية. وشدد على أن القنوات الخاصة «لا تخترع الأحداث كما يشاع، بل تعكسها». وأضاف: «لم يقتل الإعلام الخاص الأطفال في حادثة قطار أسيوط، ولم يتخذ قرارات ويتراجع عنها، بل هو مرآة لما يحدث»، موضحاً أن «الغالبية في مصر تائهة وحائرة بين اليمين تارة واليسار تارة، والسبب أن النظام تغير، لكنّ المطبخ السياسي لا يزال يدار كما كان في السابق. وعن وصف بعضهم الفضائيات الخاصة ب «المجاري التي طفحت»، قال علي: «إذا كنا نُتهم بالمجاري التي طفحت، فهذه المجاري هي من صنعت هؤلاء المنتقدين إبان العهد السابق حين كانوا مستضعفين، وكنا ندفع الثمن للحزب الوطني». وندد علي بمحاصرة جماعة حازم أبو إسماعيل - المرشح الرئاسي السابق - مدينة الإنتاج الإعلامي، والاعتداء على المخرج المصري خالد يوسف، أثناء توجهه كضيف إلى برنامجه، واصفاً ما يحدث ب «البلطجة السياسية». وزاد: «ما معنى الصمت الحكومي تجاه ما يحدث من خروج عن القانون، للأسف الحكومة تريد 99 في المئة من الإعلام تابعاً ويصفق لها». وقال علي إن الإعلاميين لم يتسببوا في أحداث الاتحادية كي يُحاصروا أو تُوجه الاتهامات إليهم بإشعال نار الفتنة»، رافضاً قول الإعلامية المصرية بثينة كامل أثناء نشرة الأخبار في التلفزيون المصري: «والآن مع النشرة الإخوانية»، معتبراً أنه تصرف غير مهني، ف «للمهنة أصول وقواعد تدرس للطلاب وأي خروج عنها مرفوض». ورأى الإعلامي المصري أن «الدور الحقيقي الواقع على عاتق الإعلام المصري بكل أصنافه مرئياً ومسموعاً ومقروءاً، حكومياً وخاصاً، أن يكون ضمير الأمة الحي الذي يعبر عنها بكل حرية، وأن أحداً لا يستطيع قمعه»، واصفاً وقف بث قنوات «دريم» و»الفراعين»، بأنه «قمع لوسائل الإعلام الحر». وأضاف: «هذه الأساليب لم تمارس حتى في العصر السابق، فالمشهد عبثي يبدو فيه وكأن فيلاً يصارع نملة». وعزا علي اهتمام الإعلام العربي والغربي بمصر وتسليطه الضوء على أحداثها إلى حال عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد، «لأن الإعلام مبني على الأحداث»، مؤكداً أن الاستقرار سيعود بالفضائيات العربية والعالمية إلى ممارسة أدائها الطبيعي. وبشأن المواد التي وردت في الدستور الجديد وحددت دور الإعلام المصري، قال: «الدستور في مجمله جيد، ولكن ينقصه مادتان، الأولى تقديم الإعلام سلطة رابعة، والثانية حماية الإعلاميين والصحافيين وعدم قمع كلمتهم أو الزج بهم في السجن».