شنت مليونية «الشريعة والشرعية» التي نظمتها التيارات الإسلامية في القاهرة السبت الماضي، دعما للرئيس محمد مرسي، هجوماً حاداً، هو الأعنف، ضد مقدمي برامج التوك شو في الفضائيات المصرية. ورفع المشاركون عدداً من اللافتات، طبعوا عليها بعض الصور الخاصة بإعلاميين، وخطوا على بعضها: «المجاري التي طفحت في بيوت مصر». وشمل الهجوم لميس الحديدي وعمرو أديب ومجدي الجلاد وعادل حمودة ووائل الإبراشي وريم ماجد وإبراهيم عيسى وغيرهم. ورفع المشاركون في المليونية شعارات هاجموا فيها وسائل الإعلام، مطالبين الشعب المصري بمقاطعة الفضائيات والصحف التي «تملكها الفلول» حتى يعودوا إلى رشدهم، كما قالوا إن «الشعب يريد تطهير الإعلام». وتتهم التيارات الإسلامية الفضائيات الخاصة بتشويه صورة مرسي ومحاولة إسقاطه، وتشير إلى الإعلام باعتباره من القطاعات التي تحتاج إلى تطهير، وتخضع لسيطرة بقايا أو فلول نظام مبارك، على حد تعبيرهم. وشهدت الفترة الماضية من حكم مرسي إحالة بعض الإعلاميين على القضاء، مثل إسلام عفيفي رئيس تحرير صحيفة «الدستور»، وحظر قناة «الفراعين» التي يديرها توفيق عكاشة، وإحالته للمحاكمة على خلفية هجومه على مرسي. وتبنت أكثرية الفضائيات المصرية الخاصة موقفاً مضاداً من الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره مرسي، وطالبت بإلغائه، كما قررت مجموعة من الفضائيات تعتيم شاشاتها الأربعاء («أو إن تي في» و «سي بي سي» و «دريم».) الفترة الماضية شهدت غياب الإعلامي عمرو أديب عن مصر، إذ سافر إلى لندن حرصاً على سلامته بعد التحريض على قتله أثر الحلقة التي تناول فيها حادث قطار أسيوط، لكنه عاد الجمعة الماضي وقدم حلقتي السبت والأحد من القاهرة. وكان أديب أكد قبل عودته خلال مداخلة هاتفية أجراها معه الثلاثي ضياء رشوان ومحمد شردي وخالد أبو بكر قبل أيام، أنه فوجئ باتهام بعضهم له بأنه أحد المسؤولين عن البلبلة في الشارع المصري، وقال إن التهديدات استمرت نحو ثلاثة أيام، ما دفعه لأخذ إجازة. وأكد أديب أنه لا يشعر بالندم على أي كلمة قالها كونه عبّر عن حالة الاستياء التي كانت في الشارع، والدليل إشادة المواطنين الذين كان يلتقي بهم بما قاله، لافتاً إلى أنه تحدث بصفته مواطناً مصرياً شعر بالاستياء والغضب مما حدث. وحمّل الإعلامي وائل الإبراشي المسؤولية كاملة لحكومة هشام قنديل، وعلى رأسهم وزير الداخلية ووزير الإعلام، في تأمين سلامة «مدينة الإنتاج الإعلامي»، وطالب كل المنابر الحرة ونقابتي الصحافيين والمحامين بالتضامن والتوحد لوقف تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تلك التهديدات التي تستهدف تكميم الأفواه وقصف الأقلام وتخويف الإعلاميين. الإعلامية ريهام السهلي، أوضحت رفضها تهديد الإعلاميين معنوياً أو مادياً، وتمنت أن يكون تهديد عمرو أديب حالة فردية وليس أمراً ممنهجاً، «لأن من المفترض أننا نعيش في دولة محترمة لها كيانها».