أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الإفادات التي جمعها من اليونان وإيطاليا والاتصالات التي أجراها في مالطا، تدعم في شكل كبير فرضية عدم وجود أحياء من سفينة المهاجرين الفلسطينيين والسوريين التي أغرقت في العاشر من الشهر الجاري. وأوضحت الناطقة باسم المرصد مها الحسيني في بيان صحافي مساء أمس، أن السلطات المالطية أكدت نجاة ثلاثة فقط من ركاب السفينة وعثورها على جثتين لرجل يبلغ 50 سنة، وطفلة تبلغ ثلاث سنوات. وكانت السلطات المالطية أكدت في وقت سابق للسفارة الفلسطينية في مالطا أنها مشطت كل السواحل، وأجرت عملية مسح شاملة داخل البحر للبحث عن مفقودين، من دون العثور على أحد. وقالت الحسيني إن فريق المرصد نظم عدداً من اللقاءات مع السلطات الإيطالية ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وزار جزراً إيطالية عدة، والتقى في أحد مراكز الإيواء في مدينة «بوزالا» الإيطالية أحد الشهود المصريين الذي أكد انتشال شابين فقط نقلا إلى مركز إيواء في مدينة «كوميسو». وأضافت أنه «طبقاً للمعلومات التي لدينا، هما شابان من عائلتي بربخ والجبري، فيما أكد الشاهد مشاهدة عشرات الجثث تطفو على الماء». وأشارت إلى أن «الفريق أبلغ من أحد الشهود بمحاولة طائرة انتشال أحد الغرقى الذين كان يعتقد أنه حي، فيما لم يؤكد تمكن الطائرة من انتشاله، خصوصاً أن المشافي الإيطالية لا يوجد فيها أي من الناجين». ولفتت الى أن باحثي المرصد التقوا في اليونان مع ثلاثة ناجين في مستشفى يوناني في جزيرة كريت، ثم غادروا المستشفى إلى مدينة خانيا، فيما تواصلت الطواقم مع السلطات اليونانية وخفر السواحل الذي أكد عدم وجود جثث لديها. ووصفت الوضع بأنه شائك ومعقد، خصوصاً في ظل تواصل تدفق قوارب اللاجئين من دول أخرى تجاه الدول الثلاث المذكورة، مشيرة إلى التجربة السيئة للمرصد مع السلطات الإيطالية والمالطية اللتين رفضتا سابقاً انتشال أكثر من 200 جثة لفلسطينيين وسوريين غرق قاربهم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأعربت عن أملها بأن تتكاتف الجهود من أجل الوقوف على حقيقة الحادث والعمل لانتشال الجثث التي بقيت في البحر من أجل راحتهم وذويهم. يذكر أن المرصد نشر ليل الثلثاء - الأربعاء أسماء نحو 130 مفقوداً، معظمهم من قطاع غزة، من بينهم نحو 40 طفلاً كانوا على متن السفينة الغارقة بعد صدمها في شكل متعمد.