قالت سفارة فلسطين في اليونان إن سفينة المهاجرين التي كانت تقل أكثر من 400 شخص، معظمهم فلسطينيون من قطاع غزة، تعرضت للإغراق عمداً مساء الأربعاء الماضي، في إطار «تنافس عصابات الموت والمهربين». وأضافت السفارة في بيانٍ صحافي أمس أن سفينة مصرية تحمل اسم سفينة «الحاج رزق» ارتطمت بسفينة المهاجرين وأغرقتها في حدود المياه الإقليمية المالطية على بعد 120 ميلاً بحرياً من الشواطئ الإيطالية. وكانت سفينة المهاجرين غير الشرعيين انطلقت من شواطئ مدينة الاسكندرية شمال مصر على البحر المتوسط «بترتيبات من مهرب يدعى أبو حمادة» وفقاً للبيان. واضاف البيان إن النجدة وصلت للسفينة من إيطاليا ومالطا صباح السبت الماضي، ما يعني أنهم مكثوا في مياه البحر نحو ثلاثة أيام. ووصلت سفينه يونانية تجارية ايضاً وأنقذت ثلاثة فلسطينيين أحياء يمكثون حالياً في مدينة خانيا بجزيرة كريت، هم: عبدالمجيد الحيلة ومحمد هشام راضي وشكري العسولي من قطاع غزة. كما وصل عدد من الناجين الى جزيرة مالطا، ولم يتسن للسفارة معرفة هوياتهم حتى الان. وبحسب مصادر فلسطينية فإن ثمانية فلسطينيين نجوا من الحادث. ولفتت السفارة إلى أنها تتواصل مع السلطات اليونانية وتقدم الخدمات والمساعدة اللازمة للناجين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن فايز أبو عيطة المتحدث باسم حركة «فتح» في غزة «لدينا معلومات بأن 15 فلسطينياً غرقوا وفقد العشرات اثناء محاولتهم الهجرة الى ايطاليا». وأوضح ان الظروف المعيشية والانسانية التي يعاني منها الفلسطينيون تجبرهم على الهجرة. ومن بين المفقودين 15 من عائلة واحدة، بحسب أحد أقاربهم. وقال الرجل الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان «15 شخصاً من عائلة المصري من بينهم شقيقان وامرأة واثنان من اطفالهم غادروا القطاع للهجرة الى بلد اوروبي عبر وسيط، واستقلوا مركباً من الاسكندرية متوجهين الى ايطاليا». واضاف: «لم تصلنا اخبار منهم ولا نعلم ما اذا كانوا قد غرقوا أو نجوا». وكانت منظمة الهجرة الدولية أعلنت أول من أمس أن نحو 400 شخص، من بينهم عشرات الفلسطينيين، من الساعين إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا اعتبروا في عداد المفقودين بعدما أغرق مهربون السفينة التي كانت تقلهم، ما قد يشكل «الحادث الأخطر» من هذا النوع خلال السنوات الماضية. وكانت «الحياة» تتبعت «رحلة الموت» في سبيل الهجرة الى اوروبا، التي تبدأ من مدينة رفح الفلسطينية مروراً بمصر وايطاليا وصولاً الى السويد، ودول اخرى من بينها بلجيكا. وقال فلسطيني نجا من الموت إنه دفع للمهربين «ثمن» الموت. وازدادت ظاهرة الهجرة من القطاع خلال الاسابيع الاخيرة، إذ بدأت بأعداد قليلة وزادت بعد انتهائها في السادس والعشرين من الشهر الماضي. وتُقدر مصادر محلية عدد الذين هاجروا من القطاع خلال الاسابيع الماضية بنحو خمسة آلاف غزي، من بين 1.8 مليون فلسطيني يقيمون على مساحة 365 كيلومتراً مربعاً، في واحدة من أكثر بقاع الأرض اكتظاظاً. ويبحث الفلسطينيون المهاجرون، وكثير منهم من ميسوري الحال وحاصلين على شهادات تعليم عالية، عن الأمن والأمان والاستقرار والحرية المفقودة في ظل حصار خانق تفرضه اسرائيل على القطاع منذ ثمان سنوات شهد خلالها ثلاثة حروب مدمرة. وسقط خلال الحرب الاخيرة 2200 شهيد، و 11 ألف جريح، وتم تدمير نحو 18 ألف وحدة سكنية كلياً، و 40 الف جزئياً، فيما تصل معدلات البطالة والفقر الى أكثر من 50 في المئة. وتُقدر مصادر فلسطينية عدد خريجي الجامعات الغزية العاطلين عن العمل بنحو 100 ألف خريج.