أعلن مسؤولان في قطاع النفط العراقي أمس أن صادرات نفط إقليم كردستان انخفضت إلى نحو خمسة آلاف برميل يومياً من نحو 30 ألفاً في بداية الأسبوع. ولم يقدم المسؤولان في «شركة نفط الشمال» التي تديرها الحكومة سبباً لتراجع الصادرات لكن الانخفاض يأتي في وقت يتزايد فيه التوتر بين إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد حول مدفوعات لشركات في الإقليم. في سياق مختلف، توقع محللون أن يكبح تباطؤ النمو الاقتصادي ووفرة الإمدادات أسعار النفط العام المقبل في ضوء تراجع أسعار الخام تدريجياً. لكن محللين يستبعدون انهيار الأسعار ويشيرون إلى أن من المنتظر أن تساهم المخاوف الجيوسياسية في دعم السوق. وتوقع استطلاع شهري أجرته وكالة «رويترز» أن يبلغ متوسط سعر مزيج «برنت» 108 دولارات للبرميل في 2013، انخفاضاً من متوسطه البالغ 111.71 دولار هذا العام حتى الآن. ووفقاً للاستطلاع يتوقع أن يواصل سعر «برنت» التراجع لمتوسط قدره 105.90 دولار للبرميل في 2014. وقال المحلل لدى «جاين كابيتال غروب»، كريس تيفير: «على رغم أن المخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط ما زالت في الصدارة فإن المخاوف من الهاوية المالية في الولاياتالمتحدة واحتمال عودة منطقة اليورو إلى الركود قد يكون لها تبعات أكبر على الطلب على الخام في النصف الأول من 2013». وتوقع أربعة محللين أن يتجاوز متوسط سعر «برنت» 115 دولاراً العام المقبل مقارنة بثلاثة فقط في استطلاع الشهر الماضي. وتوقع ثلاثة محللين أن يقل متوسط سعر «برنت» عن مئة دولار للبرميل في 2013 مقارنة بخمسة محللين في استطلاع الشهر الماضي. من جانب آخر، رأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن الطفرة المفاجئة في إنتاج بلاده من النفط والغاز الطبيعي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تحول في العلاقة مع الشرق الأوسط إذ ستصبح الولاياتالمتحدة مصدراً صافياً للطاقة. والولاياتالمتحدة في سبيلها لتخطي السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم بحلول 2017. وأوضحت الحكومة الأميركية أنه بحلول 2016 قد تصبح البلد مصدراً صافياً للغاز الطبيعي وأن إدارة أوباما تبحث السماح بالتصدير لمزيد من الدول. وقال أوباما في مقابلة مع مجلة «تايم» «الولاياتالمتحدة في طريقها لأن تكون مصدراً صافياً للطاقة بفضل التقنيات الجديدة وجهودنا في ما يتعلق بالغاز الطبيعي والنفط» مشيراً إلى أن واردات النفط الأجنبي تراجعت. أضاف «وهذا على ما أعتقد يتيح لنا حرية حركة أكبر للتحدث مع الشرق الأوسط الذي نريد أن نراه والعالم الذي نود أن نراه». في الأسواق، انخفضت أسعار خام القياس الأوروبي «برنت» إلى ما دون 110 دولارات للبرميل مع تعثر محادثات الموازنة الأميركية ما أذكى المخاوف حيال الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم. ونزل سعر خام «برنت» 49 سنتاً إلى 109.87 دولار للبرميل بعد أن تحدد سعر التسوية بزيادة 1.52 دولار في الجلسة السابقة في أكبر مكاسب يومية منذ 19 تشرين الثاني (نوفمبر). وتراجع الخام الأميركي 39 سنتاً إلى 89.59 دولار للبرميل. وعلى رغم أن المستثمرين لا زالوا يأملون بأن تتمكن الولاياتالمتحدة من تجنب أزمة مالية ستبقى أسعار النفط وغيره من الأصول العالية الأخطار تحت ضغط مع اقتراب الموعد النهائي من دون أي بوادر على التوصل إلى اتفاق.