يبحث الدراميون السوريون عن حلول للخروج من حال الركود التي تعانيها صناعة الدراما في البلاد، نتيجة الأوضاع غير المستقرة، وعدم وجود مواقع تصوير آمنة، وتعذر التصوير لأيام طويلة، واستحالة التزام الممثلين لوقت كبير وصعوبة تنقلهم. أول الحلول كان من خلال أعمال البيئة الشامية التي يصور منها ثلاثة: «ياسمين عتيق» إنتاج «سورية الدولية»، «زمن البرغوت 2» إنتاج «فبنض»، «قمر الشام» إنتاج «غولدن لاين». وهذه الأعمال بطبيعتها لا تحتاج إلى تنقل كبير خارج العاصمة دمشق، بخاصة أن ما تتطلبه بيوتاً شامية في المقام الأول، إضافة إلى إحدى الحارات المشيدة سابقاً، والتي تعتبر آمنة حتى الآن. أما ثاني الحلول، فكان من خلال مسلسلات ال «سيتكوم» التي تصور في موقع واحد، مثل مسلسل «روزنامة» إنتاج القطاع العام، الذي صوّر أخيراً داخل جامعة دمشق، وهناك مجموعة من الأعمال الأخرى التي قد ترى النور قريباً بالاعتماد على الفكرة ذاتها. وجاء ثالث الحلول باختيار مدينة طرطوس البعيدة من الأحداث مسرحاً لمسلسل «فول هاوس» من إنتاج شركة «شامينا»، وقد تكون مدينة السويداء البعيدة من الأحداث أيضاً مسرحاً لأعمال أخرى كما جرى في الموسم الماضي مع مسلسل «سيت كاز». رابع الحلول كان بالذهاب خارج حدود سورية، والانتقال إلى البلدان المجاورة، إذ يصوّر عملان في لبنان («نيران صديقة» إنتاج «فردوس دراما» و «سنعود بعد قليل» إنتاج «كلاكيت»). ومتوقع أن تزيد هذه الأعمال في الأشهر المقبلة، إما في لبنان وإما في الأردن والإمارات ومصر والمغرب. الحلول الأربعة أفرزت سبعة أعمال سورية تصوّر الآن لرمضان المقبل، لكنّ السعي مازال مستمراً للوصول إلى حلول أخرى، إذ تعتزم شركة «غولدن لاين» في الأيام القليلة المقبلة الانطلاق بتصوير مسلسل «صرخة روح». والحل المقدم في هذا العمل يتمثل في تقسيمه إلى ست خماسيات عن الخيانة (خمس حلقات لكل قصة)، وهذه الطريقة (أو الحل) ستُعفي الممثلين من فترات التزام طويلة، كما أن الاعتماد عليها قد لا يحتاج إلى مواقع تصوير كثيرة، وسيصوّر العمل خلال أيام قليلة، علماً انه سيحمل توقيع المخرج ناجي طعمي، وهو من تأليف مجموعة من الكتاب: فادي قوشقجي، رانيا بيطار، موفق مسعود، ناديا الأحمر، لمى إبراهيم. إذاً، هذه الحلول الآنية أفرزت سبعة أعمال قيد التصوير، والثامن بانتظار الانطلاق قريباً، ومازال البحث عن حلول أخرى جارياً في أروقة بعض شركات الإنتاج التي تعتزم أن تنتج أعمالاً درامية للموسم الرمضاني المقبل. ومن الحلول المتوقعة إنتاج إحدى الشركات المعروفة لثلاثيات (مسلسل مكون من ثلاث حلقات)، فيما تتجه أخرى لإنتاج عمل من طراز اللوحات المنفصلة، وتسعى ثالثة لإنتاج عمل متصل منفصل يقدم في كل حلقة قصة بالاعتماد على خطوط رئيسية متصلة.