بين جيل عاش نكبات وانكسارات وهزائم، فتَعِبَ مشواره، وجيل شاب يرزح تحت وطأة الظروف فيبحث لنفسه عن خلاص قبل أن يعاني تَعَب المشوار، تدور كاميرا مسلسل «تعب المشوار» في العاصمة السورية مع مجموعة من نجوم الدراما، منهم عبّاس النوري وباسل خياط وكاريس بشار، وباسم ياخور وقيس الشيخ نجيب ونادين تحسين بيك، وسواهم، بإدارة المخرج الشاب سيف سبيعي، ومن تأليف الكاتب فادي قوشقجي، وإنتاج شركة «بانة» للإنتاج الفني. «الحياة» زارت موقع تصوير المسلسل، والتقت مخرجه وأبرز نجومه. بطل العمل عبّاس النوري الذي يجسد شخصية «سعيد» العازب الأبدي الذي عزف عن الزواج نتيجة الظروف المحيطة به، خصوصاً أن لديه مبدأ يتلخص باستحالة الاستقرار وصعوبة تحقيق معادلة الزواج في هذا المجتمع، يقول عن العمل: «يتناول الكاتب فادي قوشقجي في العمل الجانب النهضوي في المجتمع، وضرورة التغيير، ويناقش مجموعة من القيم السائدة التي تحكمها قوانين متخلفة. ويذهب المسلسل باتجاه مناقشة ومعالجة حقيقية لمجموعة أزمات يعيشها أفراد ضمن قيم لا تناسب طموحاتهم ولا مشاعرهم ولا عواطفهم». وعن شخصيته يقول: «شخصية «سعيد» هي مصفاة لمشاكل وأزمات الشخصيات الأخرى. وهي شخصية متنور ينتمي إلى جيل أفرز كثيراً من الشعارات التي لم ينجح في تحقيقها. جيل لم يستطع أن يحتك مع معركة الصراع مع القيم والقوانين المتخلفة. يطمح للتغير في المجتمع لكنه يفشل في ذلك. أما الأزمة عنده فتتمثل بوقوعه في حب فتاة تصغره بعشرين عاماً، لكنه مع ذلك يرفض الزواج». نجاح سفكوني الذي يجسد شخصية «ظافر» صاحب المشروع النهضوي الذي يحافظ على الأحلام في التقدم والنهضة والتحرر والعدالة التي ازدهرت في ستينات القرن العشرين، يقول إن «أهم ما يميز هذا العمل هو كون المعاناة واحدة، إذ قد يعتقد الإنسان أن من تعب مشواره هو جيل الخمسينات، ولكن يكتشف أن الجيل الجديد سيلفظ هذه العبارة مبكراً. هناك حرق للمسافات بين جيلين، ولكن المشكلة واحدة والمشوار متعب والعوائق كثيرة والتناقضات لا تحصى، ما أفرز رؤية غير واضحة». تولاي هارون التي تجسد شخصية «كوثر» الخالة زوجة الأب، التي تعمل بالخفاء وبطرق ملتوية ضد أبناء زوجها، تعتبر أن هذا المسلسل سيحدث نقلة نوعية بما يطرحه من قضايا، وتضيف: «إن تواجد عدد كبير من نجوم الدراما في هذا العمل وروح التعاون في ما بينهم أمر مهم جداً، وسيساهم في تقديم عمل كبير، خصوصاً أن البطولة الجماعية التي تنتهجها الدراما السورية مكرّسة في هذا العمل». ويرى الممثل محمد قنوع الذي يجسد شخصية رجل نزيه يرفض كل أشكال الفساد أن العمل «يطرح قضايا مهمة تمس الحياة اليومية، موسومة بالجرأة والبساطة والعمق». ويضيف: «أعتقد أن المشاهد عندما سيتابع هذا العمل سيشعر أنه يتابع حياته الخاصة أو حياة أقربائه أو أصدقائه، ولن يشعر أبداً بأنه أمام عمل تلفزيوني بعيد عنه». ولا تخفي الممثلة الشابة نادين تحسين بيك أن شخصية «غروب» التي تترك أسرتها المهاجرة وتعود للإقامة في سورية لتدير دار نشر عمها الراحل، تشكل تحدياً كبيراً لها، وتقول: «الشخصية التي أقدمها جديدة بالنسبة إلي وتشكل تحدياً كبيراً، آمل بأن أنجح في تحقيقه، خصوصاً أن العمل سيقدم الجديد على صعيد الطرح والصورة والأداء، وأتمنى له النجاح في الموسم المقبل. أما الممثل خالد القيش الذي يجسد شخصية «نعيم» الشاب المنتمي إلى مجموعة من الأصدقاء المتحررين، قبل أن يصبح أول المتزوجين في هذه المجموعة، فيقول عن شخصيته: «تعاني زوجتي من الغيرة، لعدم فهمها طبيعة العلاقة بين الأصدقاء، ورغم تفهم «نعيم» لغيرتها، لكنه يصل معها إلى طريق مسدود. فإما أن تتعايش زوجته مع صداقاته وإما أن يفترقا، لأن الثقة هي أساس كل علاقة». ومن الممثلين الذين يمثلون جيل الشباب أيضاً شادي مقرش الذي يجسد شخصية شاب لديه أحلام بحياة أفضل خارج البلد ويسعى للهجرة بشتى الطرق. وعن شخصيته يقول: «على رغم المحاولات المضنية للهجرة إلا أن حالة حب تغير مسار الشخصية وخططها، لكنه مع ذلك يجد أن المشوار متعب». ويصف مخرج العمل الشاب سيف سبيعي «تعب المشوار» قائلاً: «إنه التعب الذي يصيب الأجيال نتيجة الانكسارات المتكررة. التعب المعاش في شكل يومي. التعب جراء المواجهة بين ما نفكر به ونؤمن به وبين ما ننفذه في حياتنا على أرض الواقع. هذا هو مشروع الكاتب قوشقجي، والذي أتبناه وأتفق معه». وعما سيقدم من حلول للمشاكل التي يطرحها في العمل يقول: «أعتقد أنه ليس من مهماتنا كدراميين أن نقدم حلولاً. وأرى أن الدراما التي تقدم حلولاً ضعيفة، تبني حلولها على وجهة نظر واحدة، وهي وجهة نظر الكاتب. وفي «تعب المشوار» نهدف إلى تسليط الضوء على المشاكل ليراها المشاهد وليضع بنفسه الحلول التي يراها مناسبة، فنحن نقدم دراما للتفكير وليس للتسلية أو البكاء أو الضحك». ويشير مدير شركة الإنتاج عماد ضحية إلى أن «المسلسل رُصدت له كلفة إنتاجية عالية، وذلك لتقديم أفضل صورة بمشاركة نخبة نجوم الدراما السورية». ويضيف: «بدأنا التصوير مبكراً كي يتسنى لنا تسويق العمل بشكل أفضل، ولاستقطاب أكبر عدد ممكن من نجوم الدراما السورية من دون أن يكونوا ملتزمين بأعمال أخرى». ويعد هذا المسلسل التعاون الثاني بين عباس النوري والكاتب فادي قوشقجي بعد مسلسل «ليس سراباً»، والتعاون السادس مع المخرج سيف سبيعي بعد ثلاثة أجزاء من «الحصرم الشامي» وجزأين من «أولاد القيميرية»، والجزء الثاني «أهل الراية». كما يعدّ التعاون الثاني بين قوشقجي وسبيعي بعد مسلسل «عن الخوف والعزلة».