أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيؤيد اقتراح قانون قدمته عضو ديموقراطية في مجلس الشيوخ بهدف حظر بيع ونقل وتصنيع واستيراد مئة نوع من الأسلحة في الولاياتالمتحدة. ويأتي هذا الإعلان بعد بضعة أيام من مجزرة دموية شهدتها مدرسة «ساندي هوك» الابتدائية في مدينة نيوتاون (كونيتيكت) أسفرت عن مقتل 27 شخصاً بينهم عشرون طفلاً. وأفادت تقارير في الولاياتالمتحدة بأن آدم لانز (20 سنة) نفذ المجزرة لغيرته من الأطفال الذين ظن أن والدته المربية تحبهم أكثر منه، كما قتل والدته لأنه علم أنها كانت تخطط لإدخاله مصحة عقلية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني رداً على سؤال حول الخطوات التي سيتخذها أوباما على صعيد مراقبة الأسلحة، إن الرئيس «يدعم بقوة عزم السيناتور (دايان) فاينشتاين على طرح اقتراح قانون يعيد العمل بحظر الأسلحة». وهذا القانون الفيديرالي الذي أقر عام 1994 إبان إدارة بيل كلينتون انتهى العمل به عام 2004 من دون أن يعمد الكونغرس إلى تمديده. وكان يحظر إنتاج الأسلحة وبيعها. وأضاف الناطق أن أوباما سيؤيد أيضاً أي محاولة لحظر استخدام الأمشاط الكبيرة التي تحوي أكثر من عشر رصاصات ولمنع الأفراد من بيع الأسلحة من دون ترخيص. ويشمل اقتراح فاينشتاين البنادق والمسدسات نصف الآلية. لكن الموافقة على هذا الاقتراح تبقى رهناً بتأييد النواب القريبين من لوبي الأسلحة (إن آر أي) في الكونغرس وفي مقدمهم أعضاء مجلس النواب الجمهوريون. وتجمع عشرات من أفراد عائلات ضحايا عمليات إطلاق النار أمام الكونغرس الثلثاء، تعبيراً عن «سئمهم» من عمليات القتل هذه التي تزرع الحزن في الولاياتالمتحدة ودعوا النواب إلى «وقف حمام الدم هذا». وبمبادرة من جمعية تعنى ب «تفادي عنف السلاح» مؤيدة لفرض رقابة على الأسلحة، قدم أفراد عائلات ضحايا عمليات إطلاق النار الدموية في فيرجينيا تك وأورورا وكولومبين للصحافيين رسالة مفتوحة إلى البيت الأبيض والنواب يطالبونهم فيها ب «تحرك سريع». وأعلن رئيس الجمعية دان غروس في مؤتمر صحافي أن «القانون حول الأسلحة يجب أن يتغير فوراً». وأردف «ليس كله بالتأكيد، لكن مع ذلك فإن قسماً كبيراً من أعمال العنف الناجمة عن الأسلحة في أمتنا، يمكن منعها إذا اتخذ الكونغرس إجراءات بسيطة لوقف تسلح الناس الخطرين». والرسالة المفتوحة التي تطلب «حلولاً تستحق الذكر» من دون تفصيلها، تدعو أيضاً إلى توقيع عريضة على موقع إلكتروني (وي آر بيتر ذان ذيس. أورغ). وعملية إطلاق النار في فيرجينيا تك، الأسوأ في التاريخ الأميركي، أوقعت 32 قتيلاً بين الطلاب والأساتذة في هذه الجامعة في 2007. وقتل 12 شخصاً في قاعة سينما في أورورا (كولورادو) في تموز (يوليو) 2012 و12 آخرون في مدرسة كولومبين في 1999. إلى ذلك، عادت الحياة إلى مدارس بلدة نيوتاون الصغيرة بعد أن ظلت خاوية منذ المجزرة في مدرسة ساندي هوك التي طاولت أطفالاً تتراوح أعمارهم بين ستة وسبعة أعوام، إضافة إلى ستة من طاقم المدرسة. لكن، لن يعود تلاميذ هذه المدرسة تحديداً إلى فصولهم. فالمدرسة هي مسرح الجريمة ورجال الشرطة يدخلون ويخرجون أمام طابور شمل 26 شجرة من أشجار عيد الميلاد التي زينها الزوار باللعب وأشرطة الزينة والبالونات بلون المدرسة الأخضر والأبيض في ذكرى الضحايا. ونشرت الشرطة ضباطها في المدارس الست التي استأنفت الدراسة في نيوتاون في مسعى لإشاعة الأمن بين التلاميذ الذين قضى معظمهم عطلة الأسبوع في مراسم عزاء. وأقر جورج سينكو قائد شرطة نيوتاون بأن رجاله أمامهم مهمة صعبة لتخفيف قلق نحو 4700 تلميذ عادوا إلى الدراسة وقلق أسرهم أيضاً.