قتل نحو 50 عراقياً على الأقل وأصيب أكثر من 110 آخرين في سلسلة هجمات استهدفت 14 مدينة وقرية، خصوصاً في المناطق «المتنازع عليها، وذلك غداة مقتل 19 شخصاً وإصابة العشرات في يوم دام آخر عشية الذكرى السنوية الأولى للانسحاب العسكري الأميركي. على صعيد آخر، أعلن في بغداد وطهران أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيزور العراق على رأس وفد كبير الأسبوع المقبل، «للبحث في تعزيز العلاقات بين البلدين وفي الأزمة السورية». وكانت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان وافقتا على فترة «هدنة إعلامية»، بدأت الأحد الماضي اقترحها الرئيس جلال طالباني لمدة أسبوع، تمهيداً لعقد اتفاق جديد بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان. وتعرضت بلدة طوزخرماتو التي كانت طوال الأسابيع الماضية سبباً لتصعيد الخلاف بين بغداد وإربيل امس لهجومين بسيارتين مفخختين، اسفرا عن مقتل 11 شخصاً وجرح 25 آخرين. وجاء الحادث بعد ساعات من سقوط نحو 70 قتيلاً وجريحاً في كركوك ليل الأحد -الاثنين، بعشرة تفجيرات ضربت مناطق متفرقة من المدينة التي زارها امس رئيس مجمع الكنائس الشرقية ووزير الشرق في دولة الفاتيكان ليوناردو ساندري. وبالتزامن مع تفجيرات طوز خرماتو تعرضت بلدة برطلة (شرق الموصل) وتسكنها غالبية من الشبك وتعد من المناطق المتنازع عليها أيضاً لهجوم بسيارة مفخخة أسفرت عن قتل 7 أشخاص وجرح 15 آخرين، فيما تعرضت مدينة بعقوبة لتفجير سيارتين مفخختين استهدفت إحداها مستشفى وأدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 18 آخرين. وطاولت هجمات امس أيضاً مدن بغداد والرمادي (غرب) وتكريت (شمال) حيث أدت سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وقذائف هاون إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم زوار شيعة إيرانيون ولبنانيون. ووسط بيانات الإدانة التي تواصلت من أطراف محلية ودولية كانت الاتهامات توجه إلى تنظيم «القاعدة» الذي استعاد قدرته على شن هجمات كبيرة، فيما كانت هجمات المناطق المتنازع عليها مناسبة للتذكير بخطورة الصراعات السياسية والأمنية التي تدور حولها منذ شهور. من جهة أخرى، يتوقع أن يبدأ نجاد زيارة للعراق الأسبوع المقبل، على رأس وفد رفيع المستوى، للبحث في العلاقات بين البلدين وفي الأوضاع الإقليمية والدولية وأبرزها الملف السوري، في وقت تشهد البلاد أزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان. وأفاد القيادي في كتلة «دولة القانون» التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي النائب إحسان العوادي «الحياة» بأن «زيارة الرئيس الإيراني مهمة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية وكان من المقرر أن تكون في وقت سابق». ولفت إلى أن «الوضع الإقليمي والدولي وتطور الملف السوري سيكونان حاضرين بقوة خلال الزيارة اضافة إلى البحث في تعزيز التعاون بين البلدين». وأشار إلى أن «إيران والعراق تجمعهما شراكة تجارية واقتصادية متينة وسيتم خلال الزيارة توقيع اتفاقات جديدة». وقال إن «إيران والعراق لاعبان أساسيان في المنطقة، خصوصاً في الملف السوري الذي سيتم البحث فيه والتوصل إلى رؤية مشتركة لحل الأزمة سلماً». وكان مدير الشؤون الدولية في مكتب الرئاسة الإيرانية محمد رضا فرقاني اعلن مساء أول من امس «أن نجاد سيزور العراق على رأس وفد رفيع المستوى الأسبوع المقبل للبحث مع المسؤولين العراقيين في الأوضاع الإقليمية والدولية». وأضاف أنه «سيلتقي قادة ومسؤولي الأحزاب والتيارات المختلفة من الشيعة والسنة والأكراد والعرب، كما سيزور العتبات المقدسة». وانتقد النائب عن كتلة «العراقية» احمد العلواني زيارة نجاد، وقال في اتصال مع «الحياة» إن «إيران تحاول زيادة نفوذها في العراق لإكمال مشروعها التوسعي في حال سقوط نظام (الرئيس) بشار الأسد».