نعى تنظيم «داعش» ثلاثة من مقاتليه السعوديين، أقدموا على تفجير أنفسهم في ثلاث عمليات انتحارية متفرقة، استهدفت الجيش العراقي خلال الأسبوع الماضي. فيما استحدث التنظيم حملة جديدة لنعي مقاتليه وتوثيق سِيَرهم وذكر كرامتهم تحت مسمى «شهداء الخلافة وصناع الحياة». فيما لجأ مقاتلون أو متعاطفون مع التنظيم، لتبني حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر من خلالها آيات قرآنية وأحاديث نبوية، إضافة إلى أشهر المقولات «الجهادية» ك «صدقة جارية» عن قتلاهم. ورصدت «الحياة» عدداً كبيراً من أسماء السعوديين ضمن قائمة «شهداء الخلافة» تراوح أعمار غالبيتهم بين 20 و 26 عاماً. وإثر العمليات الانتحارية المتسلسلة للمقاتلين في «داعش»، نعى التنظيم، ممثلاً بمكتب ولاية صلاح الدين اثنين من مقاتليه السعوديين بذكر ألقابهم «الجهادية» من دون أسمائهم، بعد إقدامهم على تنفيذ عمليات انتحارية مساء الثلثاء الماضي، واستهدفت عملية أبو حمادة الجزراوي وأبو أنس الجزراوي مراكز عسكرية شمال تكريت. وفي التفاصيل أقدم ثلاثة مقاتلين من تنظيم «داعش»، منهم سعوديان اثنان، وآخر من أوزباكستان، على تفجير أنفسهم الثلثاء الماضي في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد)، مستهدفين مراكز عسكرية، ففي الوقت الذي فجر الانتحاري أبو سيف الأوزبكي نفسه في مركز عسكري قرب منطقة الحمرة شامل تكريت، اقتحم السعودي الملقب ب «أبو أنس الجزراوي» بسيارة مفخخة الموقع ذاته، وفجر نفسه، ليقتل عدداً من أفراد الجيش العراقي ويدمر المركز. وتبعت العمليتين السابقتين، عملية أخرى نفذها أبو حمادة الجزراوي، الذي فجر نفسه داخل مركبة مدرعة مفخخة، محملة بخمسة أطنان من المواد شديدة الانفجار، مستهدفاً ثلاثة مراكز للجيش العراقي في منطقة حي الصقور في تكريت، قرب قاعدة «سبايكر» العسكرية من الجهة الشمالية. ونتج من العملية مقتل العشرات من الجيش، وتدمير المراكز بالكامل. وفي العاصمة العراقية بغداد انضم اثنان من مقاتلي تنظيم «داعش» إلى ركب الانتحاريين، أحدهما سعودي، والآخر جزائري، بعد أن فجر الأول نفسه داخل سيارة مفخخة، والآخر بحزام ناسف. إذ فجر الملقب ب «أبو عبدالله الجزائري» الأربعاء الماضي، نفسه بحزام ناسف وسط نقطة تفتيش (سيطرة) تقع عند مدخل منطقة بغداد الجديدة، وبعد تجمع عدد كبير من القوات العسكرية العراقية في موقع الحادثة، دخل الانتحاري السعودي الملقب ب «أبو حمزة الجزراوي»، بسيارته المفخخة وفجر نفسه وقتل عدداً من المتجمهرين في الموقع. إلى ذلك، تبنى عدد من المتعاطفين مع التنظيم نشر أحاديث نبوية وآيات قرآنية، إضافة إلى مقولات لقادة «الجهاد» عبر معرفات خاصة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ك «صدقة جارية» لقتلاهم. كما استحدث تنظيم «داعش» حملة جديدة لنعي قتلاه، وذكر سيرهم، «وما أوتوا من كرامات» بحسب وصفهم. واتخذت الحملة مسمى «شهداء الخلافة وصناع الحياة»، والتي بثت بهاشتاق على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و»انستغرام». كما شملت هذه الحملة ذكر سِيَر «الشهداء» من مقاتلي «داعش» والجماعات الموالية لها. ووضع صورهم ومقاطع مصورة لهم، أو تسجيل عمليات انتحارية نفذوها، إضافة إلى ذكر «الكرامات» التي حصلوا عليها من قبيل «منامات ورائحة مسك ومشاركة الملائكة معهم أثناء القتال». وكان رئيس مركز الوسطية عضو مجلس الشورى الشيخ الدكتور عيسى الغيث، قال في تصريح سابق ل «الحياة»: «إن قتال الملائكة وغير ذلك، فهذا ما لا يُرى ولا يُشاهد، أما الإعانة فهي منصوص عليها، لكنها غير منظورة»، لافتاً إلى أن «مثل هذه القصص غير ثابتة، وهي من التضليل والتدليس، والكذب على الناس والتغرير بهم». وحول ظهور رائحة المسك من جثث قتلى هذه التنظيمات، أوضح الغيث أنها «لم تثبت، وهذا يكون في الآخرة وليس في الدنيا، وما ينقل من هذه القصص غير ثابت».