ترتفع نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالسلطة الفلسطينية. وتفاقمت الأوضاع بعد نجاح القيادة في الحصول على مقعد الدولة غير العضو في الأممالمتحدة، وما تبع ذلك من إجراءات إسرائيلية وصفها البعض بأنها عقوبات تهدف إلى حصار الحكومة الفلسطينية، من بينها حجز سلطات الاحتلال عائدات الضرائب الفلسطينية، وإيقاف المساعدات الأميركية، وغيرها. ومع غياب أية مبادرات شبابية، بخاصة أن المجموعات الشبابية الفلسطينية التي شاركت في السابق ضد موجة ارتفاع الأسعار بقرارات حكومية، لا تزال تبحث عن بوصلتها بعد «انتصار المقاومة في غزة، والقيادة في الأممالمتحدة»، بادر القطاعان الأهلي والخاص في فلسطين إلى قيادة الدفة عبر مبادرات تهدف إلى الحد من الأزمة المتفاقمة، بالحد من بطالة الشباب، وبخاصة الفتيات، بالتعاون مع مؤسسات نسوية في مختلف المحافظات. ومن أبرز هذه المبادرات، مبادرة «خليك أون لاين»، وأطلقها تحالف «ألواني» فلسطين، بالتعاون مع الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات «بيكتي». وتهدف المبادرة إلى خلق نموذج عملي ناجح قابل للديمومة ويدعم تمكين المرأة اقتصادياً وقيادياً لمواجهة المركزية في سوق العمل الفلسطيني، وتقلص قدرته على استيعاب الموارد البشرية التي تتدفق سنوياً عليه، ما تسبب في ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الخريجين بعامة والنساء بخاصة. وتبنت الحكومة الفلسطينية المبادرة، عبر وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وقالت الوزيرة صفاء ناصر الدين: تكمن أهمية المبادرة هذه في إيجاد فرص عمل للشباب الفلسطيني الذي لم تعد سوق العمل المحلية قادرة على استيعابه، مشيرة إلى ضرورة تكاتف الجهود وتوفير البنية التحتية لإنجاحها. ولفتت ناصر الدين إلى ضرورة أن يأخذ القطاع الخاص على عاتقه دعم المبادرة ومساندتها، مؤكدة ضرورة الاستثمار بالخريجين الجدد أصحاب القدرات وتنمية إمكاناتهم ليكونوا فاعلين، كل في مجاله. ويقول ماجد معالي المشارك في المبادرة: «ما يميز مبادرة «خليك أون لاين» أنها تقوم على فكرة التحالف الهادفة إلى جعل المبادرة حاضرة في السوق العالمية، والتشبيك مع الجهات المحلية والدولية لفتح الباب أمام إبراز قدرات الشباب الفلسطيني ومهاراته». ويضيف «أهمية هذا المشروع تكمن في إيجاد فرص عمل للشباب الفلسطيني والمساهمة في حل أزمة البطالة في فلسطين». ومن بين المبادرات التي تصب في الإطار ذاته، مبادرة الوطني أولاً، شركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة (باديكو القابضة)، وشركة القدس للإعمار والاستثمار (جيديكو) الذراع الاستثمارية لباديكو القابضة في قطاع السياحة، وبالشراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي UNDP ومنظمة الأغذية والزراعة في الأممالمتحدة FAO ووزارة الزراعة الفلسطينية. سمير حليلة الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة، قال: «تهدف مبادرة الوطني أولاً إلى ترويج المنتج الوطني ودعمه، وستُساهِم في تمكين الجمعيات النسوية والتعاونية في الريف والمناطق النائية والمهمّشة، من خلال رفد الفنادق التابعة لشركة جيديكو بمنتجات غذائية وتقليدية وغيرها من المنتجات المحلية الصنع». وأضاف حليلة: «المبادرة ستساهم في تمكين الاقتصاد المحلي في المناطق النائية والمهمّشة، وتشجيع المنتج الوطني الفلسطيني، وترويجه أمام الزوّار والسياح الأجانب، في خطوة من شأنها النهوض بالمنتج الوطني وبمعايير الجودة، بما يخدم أهداف ترويج المنتج المحلي ويساهم في تلبية متطلبات السياحة في فلسطين». واعتبرت السيدة سوسن صوافطة الشريك الإداري لشركة الثمار، والمتحدثة باسم الجمعيات التعاونية أن «مبادرة الوطني أولاً»، تأتي بمثابة إعلان وطني بالإيمان والقناعة الحقيقية بأن إمكانات النساء المحلية وصلت إلى مرحلة متقدمة في الإنتاج كماً ونوعاً، آملة بأن تساهم المبادرة في تطوير عمل شركتها، كما استعرضت تجربتها حتى تمكنت من تأسيس شركة الثمار التي تضمّ اليوم ثمانين سيدة فلسطينية من خريجات الجامعات، و70 سيدة من ربات البيوت يعملن في شكل جزئي. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، شدد على أنّ المهمة الأساسية «التي علينا مواجهتها بكل جدية تتمثّل في تضافر الجهود من أجل معالجة مشكلة البطالة بصورة جذرية»، مشيراً إلى أنّ مثل «هذه المبادرات تشكّل خطوات مهمة، وإن كانت متدرجة، على هذا الصعيد».