شهدت العاصمة اليمنية صنعاء حملة مليونية لتنظيف الشوارع والساحات وطلائها، شارك فيها تلامذة مدارس وطلاب جامعات وعسكريون وموظفون في القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى ربّات بيوت، تحت شعار: «شارك... بَصمتك تبني اليمن». ورافقت الحملة التي دعت اليها أمانة العاصمة، حملة إعلامية واسعة ومعرض رسوم لتلامذة مدارس، فيما أفادت جامعة صنعاء بأنها قررت أن يكون يوم ال12 من كل شهر يوماً لتنظيف كلّياتها ومراكزها العلمية. وتأتي الحملة بعد فترة تجاوزت السنة، حفلت باضطرابات وأعمال قتال في صنعاء ومدن يمنية، تخللها تكدس غير مسبوق للقمامة على خلفية إضرابات متكررة نفّذها عمال النظافة. وتتزامن الحملة مع تزايد الدعوات المطالبة بنزع سلاح الميليشيات وإخلاء المدن من المعسكرات ومخازن السلاح الحكومية والخاصة، والتي شهدت انفجارات تسببت بمقتل مواطنين وجرح آخرين. وعلى رغم الحشد الرسمي الكبير للحملة، والمبالغ الطائلة التي رصدت لها والتي تردد أنها بلغت بليون ريال (ما يعادل نحو 4 ملايين و700 ألف دولار)، يقلل البعض أهميتها ويرى فيها ضرباً من ضروب الدعاية. وقال الناشط في «ساحة التغيير» في صنعاء أحمد نويهي، إن الشوارع ستعود الى حالتها المزرية ما لم تبقَ النظافة سلوكاً راسخاً لدى المواطنين والمسؤولين على حد سواء، وما لم تترافق مع آليات عملية... فيما يشير عبدالكريم، وهو صاحب كافتيريا، إلى أن أسواق القات تعدّ مصدراً رئيساً للقمامة، إضافة إلى أعمال البناء، وبعض الشوارع غير المعبّدة. وسبقت هذه الحملة التي لم يبلغ عدد المشاركين فيها المليون كما كان يؤمل، حملة مماثلة تبنّتها الهيئة العامة للبيئة هدفت إلى إزالة الأكياس البلاستيكية الملقاة على جانبي الطريق الرابط بين صنعاء وتعز. وكانت مدن يمنية، مثل عدن، شهدت حملات تنظيف عامة، شارك فيها كبار المسؤولين، بيد أن القمامة سرعان ما عادت إلى التكدّس. وتردد أن بعض رسوم حملة «لوّن جدار شارعك» في صنعاء، تعرضت للمسح عشية انطلاق الحملة، كما أُخذ عليها قصور في نقل أكوام من القمامة بقيت في بعض الشوارع حتى منتصف النهار. ويرجع ذلك الى محدودية عربات النقل. وتزامنت الحملة مع عقد مؤتمر لمنظمات المجتمع المدني دعا إلى نزع سلاح الميليشيات وإخلاء المدن من المعسكرات.