يا شآمُ ألوذُ بمن حين يهوي الجمالُ ويسقطُ ، حين تقلُّ الأغاني... وحيدٌ أنا يا شآمُ وحيدونَ نحنُ نفتّشُ عنّا هنا وسط خرائبَ من فِكَرٍ ورؤى يا شآمُ ألوذُ بمن والمدائنُ حوليَ هلكى بها الناسُ يستذئبونَ فأنّى تلفّتُّ فقدتُ الرضا لم أجد بلداً يرتضيني سواكِ ولم ألقَ خلف التخومِ الملاذَ ومسعايَ أضحى سُدى يا شآمُ الرياحُ صوافرُ أنّى تلفتُّ وتلك الثلوجُ وراء الخيامِ سواهرْ فأنتِ اليقينُ جريحاً يئنُّ وأنتِ الدمقسُ طعيناً تُسنُّ عليه المطاوي فبي دَنَفٌ وحنينٌ الى كلِّ مطَّرحٍ يا شآمُ الى كلِّ زاويةٍ وطوارٍ فكيف السبيلُ وهذا النهارُ ظلامٌ؟ فكيف السبيلُ الى بابِ توما الى الزِّقِّ ذاكَ الخِوانِ الى وردةٍ هجعتْ في المرايا وانزوتْ في ثنايا الندى يا شآمُ أنا كلّما مرَّ فيك الجنودُ وضعتُ يديَّ على الروحِ خفتُ على النورِ في الطفلِ يُجرحُ خفتُ على العطرِ في البنتِ يُسفكُ أو يُمتطى يا شآمُ أرى صَفَداً للهواءِ وحول السهولِ سلاسلُ آهٍ إذاً يا شآمُ السُّهى شابَهُ خطرٌ واضطرابٌ، على الرندِ يجثو الرمادُ، على الياسمينِ رصاصٌ ثقيلٌ، رصاصيّةٌ في الزبداني البحيراتُ والغوطةُ الأمُّ ثقلى مُثقّلةً بالسوادِ بدَتْ يا شآمُ إذاً كلما مرَّ فيكِ جنودٌ وقنّاصةٌ سقطتْ نجمةٌ، مرضتْ في السماءِ كواكبُ ثمّ اختفى في الزمانِ مكانٌ، فكيف السبيلُ الى مرجة السوقِ؟ إنّ الهوى تَعِبٌ وعلى حُصُرٍ في تخوت المقاهي ينامُ... إنني طالبٌ صحبةً من غِوىً فهنالكَ / في روضةِ الصالحيّةِ حيث الهبوبُ قريبٌ الى بردى والى ربوةٍ في العفيفِ نهدتُ كثيراً لألحقَ بالأغنياتِ وبالدفءِ يكبرُ في المنتدى الصحفيِّ، فأين سجا يا صحابُ مَقامُ النوى والبيات؟ يا شآمُ ألوذُ بمن حين يهوي الجمالُ ويسقطُ حين تقلُّ المعاني غريباً أكون بدونكِ والغرباءُ كثارُ، وحيداً أكون على مفرق الطرقاتِ بساحاتِ أوربا أزقّتها ومحطاتِ هذي القطاراتِ، باردةٌ ليلتي يا شآمُ لذا البردُ يستعمرُ العظمَ، باردةٌ نبضتي باردٌ مخدعي ومُقامي فأنّى التفتُّ رأيتُ حطامَ دُنىً وصراخاً حطيماً صراخَ حصىً والسراةُ يسيرون نحو المجاهلِ يستوطنون الشقاءَ الطويلَ ويلتحفون المدى يا شآمُ بمن أحتمي في الفضاء المعادي ومن أنتخي لجروحِ الحريرِ؟ تعدّدَ خوفي وهذي النوايا ولودٌ، أيا شامُ يا جُلّقَ الشَّهْدِ والمستقى. (لندن / 28 11 2012)