كثيراً ما تتنامى رغبة المتأمل في مشهد الفناء اليومي في سوريا، لأن يحتوي ذلك الوطن الجميل في المخيلة بردٌ, وسلام, كما البرد، والسلام على النار التي أوقدت لإبراهيم عليه السلام... ذلك الشام الذي ترفرق حرف السين في وصفه شعرا.., ولا يزال صداه بحتريا في الخاطر،.. ذلك الشام في دعوة شوقي بالقيام مناداة لفتنة «جلق»، ونشدان رسوم من بانوا عنها، وغابوا...! بينما الغوطة، ودمشق، وإيواءات الشعراء، وتاريخ أمجاد مضت، ولم تمح في صدور الشائقين لفيرودها.., ونيروزها...، بلد الجمال، والعطر،.. شوهتها الدماء..،جرحتها الرغائب...,.. عزلتها النوايا.., وسطا على أبجدية جمالها مدٌ من غسلين... بردا... وسلاما يا الله للشام، وعليها.. وبردا، وسلاما على نيران صدور الفاقدين لفقدهم.. وبردا, وسلاما على أكفان طرية بأجساد شهدائها... سوريا، درس بالغ الأهمية في حقبة الوطن العربي في مرحلته الراهنة... حرائق تسري لا تبقي في السلام برده.., ولا في البرد سلامه.. بانت عن الشام آمال الطامحين لوجهة الزهور، ومنتجع الجمال.. غابت عن البهجة لمسات النسائم تهف بعبقها.. يا شام رأفة موهوبة لك في شهيق الدعاء.., وزفير الانتظار.. حلول الصباح على ليل ظلمك..., ونور الإجابة على مد ظلامك... بردا وسلاما يا الله عليك،... ما صبر فيك الصادقون، واستشهد فيك الصامدون..