تعرّضت والدة المدوّن الإيراني ستار بهشتي الذي توفي خلال اعتقاله، لضرب واعتُقل آخرون، خلال إحياء مرور 40 يوماً على رحيله. وأفادت وكالة حقوق الإنسان في إيران بأن أجهزة الأمن دهمت مكان إحياء ذكرى بهشتي، في مقام الإمام محمد تقي في رباط كريم، وضربت أفراداً من عائلة المدوّن ومشاركين في الذكرى، وأوقفت بعضهم. وأشارت الوكالة إلى أن أجهزة الأمن وأفراداً بملابس مدنية هاجموا المشاركين، بعدما طلبت منهم والدة بهشتي وشقيقته الذهاب من مقام الإمام محمد تقي إلى منزل شقيقته. وأضافت أن خمسة من أفراد الأمن هاجموا الوالدة المسنّة للمدوّن، ما أدى إلى جروح في ساقها وركبتها. ونقلت الوكالة عن مشارك في الذكرى إن أجهزة الأمن سحبت والدة بهشتي على الأرض من شعرها. كما أن شقيق المدوّن، أصغر بهشتي، أوقف خلال دعوته المشاركين إلى الذهاب لمنزل شقيقته. وأُطلق بعد ساعتين. ونسب موقع «كلمة» الإلكتروني التابع لزعيم المعارضة في إيران مير حسين موسوي، إلى سحر، شقيقة بهشتي، إن الضرب الذي تعرّضت له والدتها «أصاب ساقها بجروح خطرة». حقوق الإنسان في غضون ذلك، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان، أن ناشطي المجتمع المدني في إيران تعرّضوا ل «حملة قمع» منذ الاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009، ما أدى إلى ارتفاع عدد طالبي اللجوء الإيرانيين في الخارج. وأشارت المنظمة في تقرير، إلى إحصاء أعدّته المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في 44 بلداً، أفاد بأن عدد طالبي اللجوء الإيرانيين ارتفع من 11537 عام 2009 إلى 15185 عام 2010 و18128 عام 2011. ولفت الإحصاء إلى أن أكثر طلبات اللجوء كانت في تركيا المجاورة. ورأت المنظمة أن ذلك يعكس «الضغوط التي تُعتبر سابقة، والتي تُمارَس على المجتمع المدني» في إيران، مشيرة إلى أنها أعدت دراستها انطلاقاً من شهادات «عشرات من دعاة حقوق الإنسان وصحافيين ومدونين ومحامين» فرّوا من بلادهم بعدما «استهدفتهم أجهزة الاستخبارات والأمن، لإدلائهم بكلام ليس مؤيداً للحكومة». وأضافت أن «كثيرين من ناشطي حقوق الإنسان أو الصحافيين المعروفين، هم الآن في السجن أو في المنفى»، فيما يتعرّض إيرانيون كثر ل «مضايقات أو التهديد بالاعتقال الاعتباطي»، ما يجعلهم «يقدمون على خيار أليم بتخليهم عن بلادهم وعائلاتهم، بحثاً عن ملجأ في الخارج». وأفادت «هيومن رايتس ووتش» بأن ناشطين كثيرين اتهمتهم السلطات بمساندة «الثورة المخملية»، ربما لم تربطهم صلات تذكر بالاحتجاجات. وأضافت أن الناشطين تعرضوا ل «القتل والتعذيب والاعتقال التعسفي والاحتجاز بعيداً من سلطة القضاء وانتهاكات واسعة لحقوق الإيرانيين في التجمهر والتعبير». وأجرت المنظمة مقابلات مع أكثر من 50 من اللاجئين وطالبي حق اللجوء السياسي الإيرانيين، في تركيا وكردستان العراق، عامي 2010 و2011، حول تجاربهم في إيران والدولة التي يعيشون فيها. وانتقدت المنظمة «الظروف الصعبة» التي تحكم حياة هؤلاء في تركيا وكردستان العراق، منددة ب «القيود المفروضة على حركة (اللاجئين) والتكاليف الباهظة للإقامة ومنع العمل وتعذر الوصول إلى الخدمات الصحية» التي يعانون منها في تركيا. في المقابل، اعتبر رجل الدين الإيراني المتشدد أحمد خاتمي أن الولاياتالمتحدة هي «تتصدّر منتهكي حقوق الإنسان، سواء على أراضيها أو خارجها». وأضاف في خطبة صلاة الجمعة إلى «10 أدلة تدين أميركا»، بينها «تعذيب أكثر من 380 ألف شخص يقبعون في 300 معتقل سري وعلني، داخل الأراضي الأميركية وخارجها». وزاد: «لدى أميركا 350 قاعدة عسكرية في العالم، تشهد كلها انتهاكات لحقوق الإنسان. أميركا دولة شقية وعنجهية لا تحترم الآخرين، ونعيش عصر سقوط الاستكبار، وستنال الإدارة الأميركية جزاء جرائمها».