أكد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي رفض إيران طلبات متكررة «تقدم بها الجانب الأميركي للتنسيق في مواجهة تنظيم «داعش». وقال خامنئي أمس، خلال مغادرته المستشفي بعد جراحة في البروستات، إن «السفير الأميركي في بغداد طلب من سفيرنا في الأيام الأولي لدخول عناصر داعش محافظة نينوي عقد اجتماع للتنسيق في مواجهة هذه المجموعة، لكنه رفض علي رغم موافقة البعض علي ذلك»، وزاد: «لا يمكن أن نواكب الأميركيين في هذا المجال بسبب نواياهم وأيديهم الملوثة». وتساءل: «كيف يمكن أن نتعاون معهم في مثل هذه الظروف». وأضاف أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف رفض طلباً تقدم نظيره الأميركي جون كيري لمناقشة هذا الأمر، فيما رفض معاون وزير الخارجية عباس عراقجي الاستجابة لطلب رئيسة الوفد الأميركي وندي شيرمان البحث في قضية داعش علي هامش المفاوضات النووية. وقال إنه سخر من تصريحات كيري عندما أعلن عدم دعوة إيران مؤتمر باريس، وأضاف: «هم يكذبون عندما يقولون لن ندعو إيران إلى التحالف لأن إيران هي التي رفضت فكرة هذا التحالف من الأساس»، لافتاً إلي أن «الأميركيين سبق وشكلوا تحالفاً ضد سوريا ولم يتمكنوا من فعل أي شيء والوضع سيكون كذلك بالنسبة إلى العراق». واعتبر تصريحات المسؤولين الأميركيين متناقضة مع مواقفهم وتصرفاتهم «وما جري في العراق وقصم ظهر داعش تم بفضل الشعب والجيش العراقيين وليس بفضل أميركا وهذه الحقيقة يعترف بها الأميركيون أنفسهم وداعش أيضاً» . وشكك بالنوايا الأميركية لأنهم «لا ينوون اتخاذ خطوة جادة ضد داعش وهم يبحثون عن ذريعة كي يكرروا في العراقوسوريا ما يفعلونه اليوم في باكستان، حيث يدخلون أراضيها ويقصفون أنحاء منها، على رغم حكومتها المستقرة وجيشها المقتدر» . ويبدو أن المرشد وضع حداً لرغبة وزارة الخارجية المشاركة في مؤتمر باريس، إذ قال معاون الوزير عباس عراقجي أمس، قبل تصريحاته، إن المشاورات للانضمام إلي مؤتمر باريس لمواجهة داعش مستمرة، سنعلن موقفنا في الوقت المناسب». من جهة أخرى، رأي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء حسن فيروز آبادي، أن «ذريعة قصف عناصر تنظيم داعش الإرهابي لا يمكن أن تبرر انتهاك سيادة العراق وسورية». وأشار إلي أن المساعي الدولية لعقد مؤتمر باريس «لجوء إلي الأكاذيب واختلاق الذرائع لمهاجمة داعش». وزاد أن «أي خطوة لأميركا وحلفائها في مؤتمر باريس يجب أن تتم بالتنسيق مع الحكومتين السورية والعراقية وفق القوانين الدولية» . وقال إن «تجربة الأشهر الأخيرة في كل من لبنان وسورية والعراق تؤكد أن الأسلوب الأنجع لمواجهة الإرهاب يتمثل في استخدام كل السبل التي يكمل بعضها بعضاً»، داعياً إلي «إعطاء دور أساسي للجيش والقوات الشعبية السورية و العراقية في محاربة داعش».