تعهد المشاركون في «المؤتمر الدولي حول أمن واستقرار العراق» في باريس أمس، دعم بغداد في حربها ضد «الدولة الإسلامية» ب «كل الوسائل الضرورية»، بما في ذلك العسكرية، على ما جاء في البيان الختامي. وأكدت 29 دولة ومنظمة حضرت المؤتمر الذي افتتحه الرئيس الرئيس فرانسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم، أن «داعش يشكل تهديداً للعراق ولكل الأسرة الدولية. وشددوا على ضرورة القضاء على التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في العراق»، متعهدين «دعم الحكومة العراقية الجديدة بكل الوسائل الضرورية وبينها المساعدات العسكرية المناسبة». وسيتم تقديم هذا الدعم «مع احترام القانون الدولي وأمن المدنيين»، على ما جاء في الوثيقة الختامية. ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على 40 في المئة من شمال العراق وربع الأراضي السورية. لكن المشاركين امتنعوا عن إعطاء أي إشارة إلى الوضع في سورية، فيما تعتزم الولاياتالمتحدة توسيع ضرباتها الجوية إلى هذا البلد. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش المؤتمر أن بلاده ستقدم «مساهمة» في الجهود العسكرية الدولية ضد التنظيم المتطرف. وأضاف أن هذه «المساهمة» ستخصص لدعم الحكومة العراقية «كي نتأكد من أنها قادرة على محاربة الإرهابيين لضمان أمن الدولة». من جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بأن «المؤتمر يبعث على الأمل، على رغم خطورة الوضع»، مشيداً بمشاركة 29 دولة «هي بين الأقوى في العالم ومتباينة جغرافياً وأيديولوجياً لكنها كلها تقول قررنا أن نكافح داعش». وأضاف أن «كثيرين شددوا على ضرورة وقف تمويل هذه المجموعة الإرهابية وسيعقد مؤتمر قريباً بمبادرة من أصدقائنا في البحرين لهذا الغرض». وكان الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراق فؤاد معصوم وجّها عند افتتاح المؤتمر صباح أمس، نداء عاجلاً للتعاون ضد المتطرفين الإسلاميين. وقال هولاند: «إن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضاً. علينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة» إلى جانب الحكومة العراقية. وأضاف: «لا وقت نضيعه»، مشدداً على «التهديد الإرهابي الكبير» الذي يمثله التنظيم إزاء «العراق والمنطقة والعالم». وجاء مؤتمر باريس الذي يضم ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعشر دول عربية وأوروبية، بعد إعلان «الدولة الإسلامية» السبت قطع رأس الرهينة البريطاني ديفيد هينز. وهينز هو ثالث رهينة غربي يعدم خلال شهر بعد الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف اللذين خطفا أيضاً في سورية. وذكر هولاند أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يتعرض «للضعفاء والنساء والأطفال والأقليات الدينية». من جهته، أعلن معصوم أن التنظيم: «مارس جرائم إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً ودينياً ضد الآلاف من المواطنين». وكان معصوم دعا في مقابلة قبيل افتتاح المؤتمر إلى تدخل جوي عاجل في العراق. وتشن الولاياتالمتحدة منذ 8 آب (أغسطس) ضربات غارات على معاقل التنظيم المتطرف في شمال العراق، بينما تزود دول عدة، بينها فرنسا، المقاتلين الأكراد أسلحة. والهدف الأساسي من مؤتمر باريس كان تحديد الأدوار العسكرية والمالية والاستخباراتية لكل دولة من التحالف. وقال فابيوس إن أهداف المؤتمر سياسية (دعم الحكومة العراقية) وأمنية وإنسانية، مشيراً إلى أن الأزمة أدت إلى نزوح 1,8 ملايين شخص. إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن المقاتلات الفرنسية في قاعدة الظفرة في الإمارات، بدأت «اعتباراً من صباح اليوم (أمس) طلعات استكشافية بموافقة السلطات العراقية والسلطات الإماراتية». وأعربت الولاياتالمتحدة عن معارضتها التعاون العسكري مع إيران في العراق، إلا أنها أعلنت أنها منفتحة على إجراء المزيد من المحادثات بعد ساعات من إعلان طهران رفضها مبادرات واشنطن للمساعدة في القتال ضد الإسلاميين المتطرفين. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي، بعد فترة قصيرة من انتهاء مؤتمر باريس: «نحن لا ننسق ولن ننسق عسكرياً (مع طهران) وربما تتاح فرصة أخرى في المستقبل لمناقشة مسألة العراق». وبعد إعدام البريطاني العامل في الحقل الإنساني ديفيد هينز، أعاد الرئيس الأميركي تأكيد عزمه العمل مع «ائتلاف كبير من الدول» من اجل «القضاء على التهديد» الذي يشكله تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد بث شريط الفيديو الذي يظهر إعدام هينز: «سنطارد المسؤولين ونحيلهم على القضاء مهما تطلب ذلك من وقت». إلا أنه أبقى على الغموض في ما يتعلق بمشاركة بلاده المحتملة في الضربات الجوية الأميركية في العراق وسورية.