تتنافس العديد من الشركات والمؤسسات في عرض منتجاتها في مهرجان الكليجا الخامس ببريدة، الذي يضم 50 محلاً مشاركاً، إضافة إلى مشاركة عدد كبير من الأسر المنتجة بمعروضاتهم الغذائية التي تختصّ بالكليجا وملحقاتها، علاوةً على الأكلات الشعبية والحرف والصناعات اليدوية. وأوضحت إحدى بائعات المواد المعجنة في مهرجان الكليجا الخامس، أن بدايتها بهذه الصنعة كانت بمساعدة والدتها في صناعة المعمول والكليجا، فيما فتح لها المهرجان نوافذ تسويقية جديدة، أتاحت لها ولوالدتها عقد صفقات مع بعض الشركات، لتزويدهم بمنتجاتهن. ومن داخل أروقة المهرجان المقامة حالياً في مركز الملك خالد الحضاري في بريدة، قالت أم محمد بائعة الأكلات الشعبية السعودية «الجريش، والحنيني، والمصابيب، والقرصان، والمرقوق»، إن إدارة المهرجان وضعت لها وزميلاتها مكاناً مميزاً هذا العام، ما ساعدها في مضاعفة الدخل اليومي لها، مشيرةً إلى أن مبيعاتها تزداد يوماً بعد يوم، وتراوحت بين 200 و500 ريال يومياً، بينما أكّدت «أم فهد» التي تصنع الكليجا، أن الطلب ازداد في مهرجان بريدة على الكليجا الطازجة، بسبب كثافة الزوار التي شهدها المهرجان خلال أيام عطلة الأسبوع، ما أسهم في زيادة المبيعات بنسبة كبيرة. من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي للمهرجان فهد العييري أن مهرجان الكليجا الخامس هو أكبر تجمع للأسر المنتجة في المنطقة، لافتاً إلى أنه حقق عملاً لما يزيد على 500 أسرة منتجة عبر تصديرها لمنتجاتها من الكليجا للمهرجان. وأشار إلى أن مهرجان الكليجا الخامس في بريدة الذي اختتم أعماله أمس يضم 50 محلاً مشاركاً، إذ يتنافس فيه عدد من الشركات والمؤسسات لعرض منتجاتها في داخله، إضافة إلى مشاركة عدد كبير من الأسر المنتجة بمعروضاتهم الغذائية التي تختص بالكليجا وملحقاتها، علاوةً على الأكلات الشعبية والحرف والصناعات اليدوية. وقال العييري إن المهرجان يعد الوحيد في المنطقة الذي يتركز هدفه بشكل كبير على دعم الأسر المنتجة، وتشجيعها على العمل والإنتاج، وتقديم منتجاتها وإبداعاتها الحرفية إلى المشتري والتاجر، موضحاً أن الإدارة التنفيذية للمهرجان حرصت على فتح الباب للأسر المنتجة من النساء والفتيات للمشاركة في المهرجان، دعماً وتشجيعاً منها لتوفير فرص عمل مستديمة لتلك الأسر، وإتاحة الفرصة لهم لإيصال منتجاتهم إلى المتسوقين والأفراد والشركات. وأكّد أن المهرجان أوجد حراكاً اقتصادياً واجتماعياً داخل المنطقة، ما دعا العديد من الشركات المختصة بالمنتجات الغذائية إلى إبرام عدد من الصفقات التي كان للأسر المنتجة النصيب الأكبر منها، إذ أسهم المهرجان بشكل فاعل في جذب أعداد كبيرة من المتسوقين والمتذوقين من داخل المنطقة ومن مناطق المملكة، لما يمثله من أهمية اقتصادية كبرى للأسر المنتجة بالمنطقة في تحقيق عوائد مادية مجزية، مشيراً إلى أن المهرجان أسهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي لكثير من الأسر المنتجة. ويسلط مهرجان الكليجا الخامس الضوء على العديد من المأكولات الشعبية التي تشتهر بها منطقة القصيم، إضافة إلى المنتجات التراثية من الزل، والحصير، وأعمال السدو، والحياكة، وغيرها من مظاهر الحياة القديمة وطبيعتها. وتعد الكليجا من أفضل وأشهر الأكلات الشعبية في منطقة القصيم ومن أقدمها على الإطلاق، إذ استطاعت المرأة القصيمية طوال الفترة الماضية أن تحافظ على جودتها، وتحفظ سر إعدادها، حتى أوصلت شهرتها إلى مختلف مناطق المملكة والدول الخليجية والعربية، فالكليجا وجبة غذائية متكاملة ذات سعرات حرارية عالية، وتتمتع بقابلية التخزين والبقاء في أي ظروف مدةً تصل إلى ستة أشهر من دون أن تتغير أو تتأثر مكوناتها وعناصرها.