تستبق قوى المعارضة المصرية انطلاق الاستفتاء على الدستور في الداخل غداً (السبت) بتنظيم تظاهرات رمزية اليوم في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الذي تخلّى عن تحصيناته أمس، بعدما رفعت قوات الجيش الحواجز الخرسانية والأسلاك الشائكة التي أحاطته، فيما تحولت جامعة عين شمس إلى «ساحة قتال» بين طلاب منتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين وزملائهم المعارضين، في أعقاب ندوة أقيمت داخل الجامعة للتعريف بمشروع الدستور تزامن معها تنظيم تظاهرات مناوئة. وقال عضو جبهة «الإنقاذ الوطني» جورج إسحاق ل «الحياة» إن قوى المعارضة ستنظم اليوم الجمعة تظاهرات في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية، تحت شعار «لا للدستور الباطل»، لكنه رفض توقع اجتذاب الدعوات لحشود كبيرة لا سيما وأن التظاهرات تأتي قبل ساعات من بدء الاقتراع. وقال: «دعونا الناس للنزول لكن لا يمكن لأحد أن يتوقع الأعداد». في المقابل، فضّلت حركة شباب «6 أبريل» دعوة الناخبين إلى التصويت ب «لا» على الدستور. وقال الناطق باسم الحركة محمود عفيفي ل «الحياة»: «دشّنا حملات جماهيرية لحض الناس على الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت ب لا». ورأى أن هذا هو العمل الأجدى في هذه المرحلة بعدما تأكد أن السلطة تمضي في طريق الاستفتاء، لكن عفيفي لم يستبعد مشاركة بعض أعضاء حركته في تظاهرات اليوم. وكانت قوات الجيش استبقت تظاهرات الجمعة بإزالة الجدار العازل الذي أقامته لتأمين قصر الاتحادية الرئاسي، فيما واصل عشرات المعارضين للرئيس محمد مرسي اعتصامهم أمام القصر احتجاجاً على مشروع الدستور. في غضون ذلك، وقعت اشتباكات بين طلاب جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين من جهة، وطلاب المعارضة في جامعة عين شمس، خلال ندوة للتعريف بمشروع الدستور الجديد نظمها طلاب التيار الإسلامي في حضور المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا الذي أبدى خلال كلمته موافقته على الدستور، وهو ما اعترض عليه العشرات من طلاب المعارضة في الجامعة الذين قاطعوا حديث العوا مرددين هتافات: «يسقط يسقط حكم المرشد»، و «يسقط دستور الإخوان»، وهو ما دفع طلاب جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين إلى إخراج الطلاب المعارضين من المدرج. وأدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن تحطيم زجاج قاعة الدرس، قبل أن يستعين طلاب المعارضة بزملاء آخرين لهم لتتحول ساحة الجامعة إلى ساحة قتال بين طلاب الموالاة والمعارضة تبادل فيها الجانبان الرشق بالزجاجات الفارغة والحجارة. وردد الطلاب المعارضون هتافات «برة برة برة»، و «بالطول بالعرض.. هنجيب مرسي الأرض»، و «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، ورد عليهم طلاب الإخوان بهتافات «الجامعة جامعتنا.. والبلطجية برة» و «حاكم بيحكم بالقرآن». وكانت جنازة الصحافي المصري الحسيني أبو ضيف، التي أقيمت مساء أول من أمس، تحولت إلى تظاهرات حاشدة ضد «حكم الإخوان». وشارك الآلاف في مراسم تشييع أبو ضيف الذي توفي إثر إصابته في الرأس خلال الاشتباكات الدامية التي وقعت في محيط قصر الاتحادية قبل أسبوع. ونظمت نقابة الصحافيين وقفة حاشدة على سلالم النقابة هتف خلالها مئات الصحافيين بشعارات مناهضة ل «الإخوان» منها «يا حسيني يا بطل، دمك يحرر وطن» و «اقتل اقتل يا بديع (مرشد الإخوان) حق الحسيني مش حيضيع»، ورفعوا صوراً كبيرة للحسيني كتب عليها «كلنا الحسيني أبو ضيف فارس الصحافة». وحال وصول جثمان الحسيني في سيارة قدمت من المستشفى الذي كان يرقد فيه منذ إصابته ارتفعت هتافات التكبير في تأثر والتحم زملاؤه بأسرته وآلاف المشيعين وسار الموكب الجنائزي الحاشد إلى ميدان التحرير. وردد آلاف المشاركين الذين ساروا وراء السيارة التي حملت الجثمان، العديد من الهتافات منها «لا اله الا الله، الحسيني حبيب الله» و «الشعب يريد إسقاط النظام» و «يسقط حكم المرشد» و «اللي فاكر (يتصور) نفسه كبير، لسه الثورة في التحرير»، قبل إدخال الجثمان إلى مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير حيث أديت عليه صلاة الجنازة قبل نقله إلى سوهاج (جنوبالقاهرة) لدفنه.