أعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان الأربعاء أن «الصندوق المشبوه» الذي تم العثور عليه مساء الثلثاء في حافلة لنقل الركاب بمركز ولاية القيروان (وسط) «لا يحتوي على أي مادة متفجرة». وقالت الوزارة، «بعد إجراء التحاليل اللازمة، تبيّن أن الصندوق المشبوه «لا يحتوي على أي مادة متفجرة» وقد «أكد الخبراء عدم خطورته»، مضيفة أن «التحريات متواصلة». وذكرت انه تم العثور على الصندوق «داخل حافظة الأدباش (الامتعة) في حافلة تابعة للشركة الجهوية للنقل في ولاية القيروان (مملوكة للدولة) كانت راسية في المحطة وخالية من الركاب». وأوضحت أن «الصندوق من الحجم الصغير (طوله 20 سنتيمتراً وعرضه 10 سنتيمترات) ومصنوع من الورق المقوى وفيه صندوق ثان من الورق المقوى أيضاً، ويحتوي على أربعة أكياس بلاستيكية صغيرة الحجم مملوءة بمادة البنزين وأسلاك كهربائية متصلة ببطاريتين قوة 4,5 فولت وساعة منبهة». وأعلنت وسائل إعلام تونسية في وقت سابق أن الصندوق «قنبلة موقوتة» ولفتت إلى ان هذه المرة الأولى التي توضع فيها مواد متفجرة في مكان عام في تونس منذ الاطاحة في 14 كانون الثاني (يناير) 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. في غضون ذلك، قال مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» إن الأمن التونسي فقد أثر مجموعة مسلحة قتلت الإثنين الماضي عنصراً بجهاز الحرس الوطني (الدرك) في ولاية القصرين (غرب تونس) قرب الحدود مع الجزائر. وزاد المصدر: «انتقلت عمليات التمشيط الأمني إلى جبل الشعانبي إثر ورود معلومات غير مؤكدة من حراس غابات حول وجود رجال مسلحين» في الجبل الواقع شرق المنطقة التي قتل فيها الدركي التونسي. وقال إن عمليات التمشيط التي أجريت خلال اليومين الماضيين قرب بلدة درناية بمعتمدية فريانة الجبلية من ولاية القصرين لم تفض إلى أي نتيجة. لكن مصدراً أمنياً قال لاحقاً ان قوات الأمن اعتقلت بالفعل «11 ملتحياً» في حين فر آخر. ولم يستبعد أن يكون هؤلاء ينتمون إلى تنظم متشدد. والإثنين جرت مواجهات بين الأمن التونسي وعناصر مجموعة مسلحة في منطقة جبلية بمعتمدية فريانة أسفرت عن مقتل عنصر من الحرس الوطني وإصابة أربعة آخرين من زملائه. وكان حارس شركة للتنقيب عن النفط أبلغ مركز الحرس الوطني بأنه شاهد خمسة «ملتحين» اشتبه في أمرهم قرب بلدة بوشبكة التي تقع على بعد كيلومترين من الحدود الجزائرية. ونعت وزارة الداخلية وكيل الحرس أنيس الجلاصي (27 عاماً) الذي دفن الثلثاء في مسقط رأسه بمدينة الشبيكة في ولاية القيروان (وسط) خلال جنازة حضرها الرئيس التونسي منصف المرزوقي. وعثر الأمن التونسي الثلثاء على بطاقة هوية جزائرية وشريحة هاتف محمول تونسي وبقايا أطعمة في مخيم أقامته المجموعة المسلحة قرب بلدة درناية. وفي 18 أيار (مايو) 2011 قتل عقيد وجندي بالجيش التونسي، ومسلحان يشتبه في انتمائهما إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خلال اشتباكات في بلدة الروحية بولاية سليانة (شمال غربي البلاد). وأعلنت وزارة الداخلية وقتئذ أن المسلحين تسللا من الجزائر المجاورة التي تتقاسم مع تونس حدوداً برية على طول حوالى ألف كيلومتر. وينتشر عبر هذه الحدود تهريب المحروقات والأغذية والمخدرات وأيضاً الأسلحة. والسبت الماضي اعتقلت الشرطة سلفيين اثنين من أصل أربعة كانوا على متن سيارة في بلدة فرنانة بولاية جندوبة (في الشمال الغربي) القريبة من الحدود الجزائرية وصادرت منهما أسلحة ومتفجرات ومخدرات وخرائط وأزياء عسكرية، فيما لاذ المتبقيان بالفرار. والجمعة الماضي، قال الرئيس منصف المرزوقي في مقابلة نشرتها مجلة «وورلد توداي» البريطانية، إن «كميات من الأسلحة التي كانت بحوزة نظام (العقيد الليبي الراحل) معمر القذافي وصلت إلى الإسلاميين ليس فقط في ليبيا، بل أيضاً في الجزائروتونس».