انهالت الانتقادات على رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بعد تفقده قوات «البشمركة» المنتشرة على أطراف مدينة كركوك، واعتبرها «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي «إعلان حرب». إلى ذلك، تظاهر الآلاف من مناصري الزعيم الشيعي مقتدى الصدر منددين بانتقادات وجهها المالكي إلى زعيمهم وطالبوه بالاعتذار. وتفقد بارزاني أول من أمس قطعات من قوات «البشمركة» في ناحيتي ليلان وقره هنجير، (35 كلم شمال شرقي كركوك) وأكد خلال الزيارة أن القبول بالمادة الدستورية 140 «لا يعني وجود أي شك لدى الكرد بكردستانية كركوك». واعتبر القيادي في كتلة «دولة القانون» ياسين مجيد، القريب من رئيس الحكومة، الزيارة «إعلان حرب»، وأضاف أنها «تذكرنا بزيارات صدام حسين ونجله عدي لساحات القتال». وأوضح مجيد خلال مؤتمر صحافي أمس أن «زيارة بارزاني ونجله وهو يرتدي الخوذة العسكرية لتفقد جبهات القتال في محافظة كركوك إعلان حرب على جميع العراقيين، وليس على رئيس الوزراء نوري المالكي وحده، بل حتى على رئيس الجمهورية جلال طالباني». واعتبر الزيارة «استفزازية نسفت الجهود التي بذلها رئيس البرلمان أسامة النجيفي لتهدئة الأزمة، وهي أخطر من زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو كركوك. إنها رسالة تؤكد أن الديكتاتور في كردستان يريد أن يصبح ديكتاتوراً على أربع محافظات»، متسائلاً :»هل يستعد بارزاني لقادسية يسميها قادسية مسعود بارزاني». واعتبر نواب من كتلة «العراقية» زيارة بارزاني «تصعيدية تبث رسالة بعدم نيته التهدئة»، وتمنوا على شرطة كركوك عدم زج نفسها في العمل السياسي. وقال النائب عبد الله الغرب خلال مؤتمر صحافي أمس مع عدد من نواب كتلته إن «ما شهدته محافظة كركوك (أول من) أمس خلال زيارة رئيس الإقليم وتفقده القطعات العسكرية للبيشمركة رسالة واضحة بأن بارزاني ليس لدية نية للتهدئة.هي رسالة تصعيدية كأنه يهيء هذه القطعات لإعلان الحرب على الحكومة الاتحادية»، وأشار إلى أن «بعض القادة من شرطة كركوك رافقوا بارزاني وكنا نتمنى أن ينأوا بنفسهم عن التدخل في العمل السياسي». وطالب نواب من محافظة كركوك الحكومة الاتحادية بإصدار تعليمات إلى قادة الجيش والشرطة في المحافظة تقضي بمنع دخول المسلحين إلى المدينة، وحذروا من «كارثة خطيرة». وقال النائب عمر الجبوري خلال مؤتمر صحافي أمس مع عدد من النواب العرب إن «هناك مسلحين يدخلون بطرق غير قانونية إلى محافظة كركوك وهذا خرق دستوري واضح». وطالب قادة القوات الأمنية في المحافظة بتقديم تقرير خاص إلى الحكومة المركزية ووزارة الداخلية عن دخول المسلحين. وحذر من «كارثة خطيرة»، ودعا «من يدعم تلك الجماعات المسلحة إلى الكف عن هذه التصرفات». لكن القيادي في كتلة «التحالف الكردستاني» محسن السعدو ق برر زيارة بارزاني بأنها «تمت كونه قائد البيشمركة العام»، وأشار إلى أن «العراقيين اعتادوا على النبرة التصعيدية ضد الأخوة العربية الكردية». وأضاف في بيان أمس إن «الأصوات التي اعتاد العراقيون على نبرتها التصعيدية المتشنجة ضد الأخوة العربية الكردية وباقي المكونات تصاعدت مرة أخرى»، واعتبرها «محاولة لتشويه زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني محافظة كركوك وقطعات البيشمركة الموجودة في المنطقة». في أربيل، حذرت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان من حدوث «كارثة « في المناطق المتنازع عليها. وجاء في بيان للوزارة أن «الأمين العام الفريق جبار ياور أشار خلال اجتماعه مع مدير مكتب الأممالمتحدة في أربيل سوكول كوندي إلى المخاوف من اندلاع القتال في المناطق المتنازع عليها». ونقل البيان عن ياور قوله إن «خطأ صغيراً في المناطق المتنازع عليها سيؤدي إلى خلق كارثة كبيرة نظراً إلى وجود ما يقارب المليوني شخص يعيشون في تلك المناطق، وعلى الأممالمتحدة أن تقوم بدور أوسع لمنع وقوع كارثة إنسانية كبيرة». وفي اتصال مع «الحياة» أمس قال ياور إن مبادرة رئيس البرلمان أسامة النجيفي لم تدخل حيز التنفيذ وما زالت في طور المفاوضات.