يختتم اليوم في جدة الاجتماع الدولي ال 35 للجنة الفنية الدولية للأيزو تي سي 211 المعنية بإعداد مواصفات المعلومات الجغرافية الرقمية التابعة للمنظمة الدولية للتقييس الأيزو، والذي ينتظر أن يخرج بعدد من التوصيات التي ترسم ملامح توحيد المواصفات والتقنيات المستخدمة في المنتجات الجغرافية والخرائط الرقمية دولياً. وناقش خبراء من 22 دولة عضوة في الاجتماع الدولي، آخر التطورات والتقنيات في المنتجات الجغرافية، والخرائط الرقمية التي توصلت إليه دول العالم في سبيل توضيح الرؤية تجاه توحيد أطر إنتاج الخرائط والمعلومات الجغرافية الرقمية. وتطرقت أوراق العمل المقدمة لنظام تحديد المواقع العالمي ووحدات القياس الذاتي وطرق تعديلها، و عرض تجربة «أرامكو السعودية» في ما يتعلق بتطبيقات نظم البيانات المكانية في الشركة، حسين المعشوق الذي ركز خلال تقديمه الورقة على التقدم السريع للخدمات الإلكترونية وأثر ذلك على التقنيات المكانية الموحدة. وعرض الدكتور عبدالعزيز الوزان من مؤسسة البريد السعودي، ورقة عمل حول الاستراتيجية المستقبلية للبريد السعودي، باعتباره من أهم الجهات التي تستفيد من تقنيات تحديد المواقع الجغرافية والخرائط الرقمية، معتبراً أن ما قام به البريد السعودي من وضع نظام وطني موحد يلبي متطلبات تحقيق التنمية وتطوير الحكومة الإلكترونية. واعتبر الوزان العنوان البريدي أحد العناصر الرئيسة لتطوير البريد في المملكة وتطبيق الحكومة الإلكترونية، كما يعتبر العنوان في مكانه عنصراً رئيسياً للبنية التحتية في المشاريع الوطنية الطموحة. وأشار خلال تقديمه ورقة العمل إلى آلية وقواعد إنشاء الصندوق البريدي وتطبيق نظام موحد لعناوين وطنية، وإيجاد السياسات والآليات التي تحكم ذلك في جميع مدن ومناطق قرى المملكة. وقال «إن النظام الوطني الموحد للبريد عمل على إنشاء العناوين البريدية بشكل متكامل، ولكل موقع داخل المملكة يحتوي على الرمز البريدي، رقم المبنى، والرقم الإضافي، وذلك بما يتناسب مع الوضع المحلي، وتنسيق موثوق به عالمياً». من جانبه، شدد نصر عبدالقادر خاشقجي في ورقة عمل على أهمية الكوادر البشرية في مجال الخرائط الجغرافية والرقمية، إلى جانب الموضوع الأهم وهو الجانب المكاني في البرنامج الوطني «يسر»، والذي بدأ أخيراً في استشعار أهمية الجانب المكاني لتقديم الخدمات الإلكترونية. وأكد خاشقجي على أهمية إصدار تشريعات تدعم جانب الأنظمة والمعلومات الجغرافية والرقمية، وذلك من خلال إصدار «رخصة جغرافية» تكون متاحة للراغبين في الاستفادة من التقنية الحديثة في هذا المجال، إلى جانب أهمية إلزام الجهات المقدمة للخدمة بمواصفات محددة، وكذلك تعاون الجامعات السعودية مع الجهات الخدمية في رفع كفاءة الموارد البشرية. وقدم الدكتور ناصر الشيمي، ورقة عمل حول تقنيات الجيوماتكس المتعددة للاستشعار عن بعد، فيما عرض المتحدث ثامر طرابزوني من شركة أرامكو السعودية بعض التطبيقات حول نظم المعلومات الجغرافية في الشركة، وذلك بغرض تسهيل الوصول إلى المواقع المطلوبة والقدرة على تحليل البيانات في المواقع المحددة، كما تم عرض التجربة الكندية في ما يتعلق بالبنية التحتية للبيانات المكانية والتي قدمها الدكتور محمد هباني المتخصصة في الارتباطات الجغرافية. وتطرق المنتدى الذي يحظى برعاية ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز لملامح ومميزات الاستخراج التلقائي والتحليل للصور والبنية التحتية للبيانات المكانية، إضافة إلى بناء القدرات والمهارات لمتطلبات البيئة الجغرافية المكانية. يذكر أن المملكة تستضيف الاجتماع الدولي ال 23 للجنة الفنية أيزو تي سي 211 للمرة الثانية، إذ سبق أن تم تنظيمه في الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر ) عام 2006، وتضم اللجنة في عضويتها حالياً 35 دولة دائمة العضوية، و30 دولة مراقبة، ونحو 40 جمعية ومنظمة علمية دولية.