قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إن استضافة المملكة للاجتماع الدولي الخامس والثلاثين للجنة الفنية الدولية لإعداد مواصفات المعلومات الجغرافية الرقمية، تأتي للاستفادة من النخبة المتميزة من الخبراء والمختصين لإثراء المناقشات المتعلقة بمختلف جوانب المواصفات القياسية للمعلومات الجغرافية وتبادل الآراء والخبرات والأفكار واستعراض التجارب الناجحة في هذا المجال الحيوي. وأضاف ولي العهد في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، الذي دشن أمس أعمال الاجتماع، أن هناك حرصاً كبيراً من جميع المختصين بهدف توحيد المواصفات القياسية لهذه النظم، ووضع الضوابط والأنظمة والأسس العامة لمتطلبات إنشاء القاعدة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وتوحيد قواعد البيانات والخرائط الرقمية ووضع السياسات والتشريعات اللازمة. وأكد الأمير سلمان أن خادم الحرمين الشريفين يولي اهتماماً بهذا المجال الحيوي المهم وتعزيز الدور الحيوي الذي تضطلع به هذه اللجنة والتي انضمت لها السعودية، ممثلة في الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة كعضو منذ عام 1418 الموافق 1998م بوفد يمثل المملكة من المختصين وذوي الخبرة لتلبية الاحتياجات الوطنية في هذا المجال ودعم مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة. من جهته، أوضح مريع بن حسن الشهراني رئيس الهيئة العامة للمساحة، أن المعلومات الجغرافية أصبحت هي الآلية الأمثل لوصف وإيضاح البيئة الجغرافية التي يزاول الإنسان فيها نشاطات التنمية والتطوير. وقال الشهراني إن السعودية أنشأت اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية، وتضم أعضاءً من عدد من الوزارات والأجهزة الحكومية ذات الصلة بنظم المعلومات الجغرافية واستخداماتها، ومن الجامعات السعودية للعمل بالتكامل مع اللجنة الفنية الدولية 211 لتوحيد مواصفات المعلومات الجغرافية الوطنية. وقد كانت البناءة التي خططتها المملكة في إنشاء برنامج الحكومة الإلكترونية (يسر) الحافز الأكبر على سرعة استجابة جميع الأجهزة الحكومية والجامعات لدعم جهود توحيد المواصفات الخاصة بالبنية التحتية لقاعدة المعلومات الجغرافية الوطنية وتطبيقاتها. من جانب آخر، أوضح الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، أن مؤسسات البريد في جميع أنحاء العالم تدرك أن إحدى مهامها الأساسية نقل المواد من مكان إلى آخر، وضمان وصول هذه المواد مرتبط حتماً بصحة العنوان ودقته. وأضاف بنتن أن البريد السعودي وبدعم كبير من حكومة السعودية، يعمل على تطوير وبناء عنوان معياري جغرافي رقمي موحد لكل مبنى ومنشأة على أرض الوطن المترامي الأطراف. وركزت ورش العمل التي انطلقت أمس على آخر التطورات والتقنيات في المنتجات الجغرافية والخرائط الرقمية التي توصلت لها دول العالم في سبيل توضيح الرؤية تجاه توحيد أطر إنتاج الخرائط والمعلومات الجغرافية الرقمية. وتطرقت الورش في الجلسة الأولى للاجتماع لنظام تحديد المواقع العالمي ووحدات القياس الذاتي وطرق تعديلها، وكذلك عرض تجربة «أرامكو السعودية» فيما يتعلق بتطبيقات نظم البيانات المكانية في الشركة قدمها حسين المعشوق مركزاً فيها على التقدم السريع للخدمات الإلكترونية وأثر ذلك على التقنيات المكانية الموحدة. وتناولت الجلسة الثانية من الورش عدداً من المحاور كان من أبرزها: تقديم الخدمات الإلكترونية مع تكنولوجيا المعلومات المكانية، وأهمية وضع المعايير لنظام استشعار البيانات التكنولوجية، وكذلك حالة رسم الخرائط العالمية وتحديثها، إلى جانب الاطلاع على التجربة البريطانية في خلق مجموعات البيانات المرجعية الوطنية. كما عرضت الجلسة أيضا دراسات حول حركة البناء المعماري في السعودية قدمها المهندس محمد الراجحي من وزارة الشؤون البلدية والقروية.