منذ آذار (مارس) 2011 وأنا اسأل كل من أقابل من مسؤولين عرب وأجانب وخبراء: هل يسقط النظام السوري؟ وإذا كان الرد بالايجاب أسأل: متى؟ اليوم لم أعد اسأل هل يسقط النظام، فهو حفر قبره بظلفه وفوجئت بكل قرار خاطئ له على الطريق. أصبح السؤال: متى يسقط؟ وأسمع في أسبوعين، أو خلال شهرين، أو بعد سنة. لا أحد يعرف، والنظام يملك الكثير من أسباب القوة فأنصاره يدافعون عن أنفسهم لا عن بشار الأسد وحده، وهناك دعم كبير مستمر من إيران عبر العراق، لأن سقوط النظام في دمشق يترك آيات الله في قم من دون حليف واحد لهم في المنطقة. وأتمنى لو ينفذ حزب الله فك ارتباط مع النظام رحمة بالمقاومة ضد اسرائيل. سألت معارضين سوريين جلست معهم في القاهرةودبي عن الوضع، وهم جميعاً تحدثوا عن معركة دمشق. وذكّرني صديق منهم بأنه قال لي قبل شهر ان المعارضة المسلحة المتعاونة مع تركيا ودول عربية قررت التركيز على دمشق لأن سقوطها يعني سقوط النظام. المعارضون يقولون ان عدة كتائب مسلحة تعمل داخل دمشق وحولها، مثل كتائب ريف دمشق، وأمهات المؤمنين، وشهداء دوما، مع جماعات أصولية وأخرى إرهابية ذات علاقة بالقاعدة. وفي حين لا يزال النظام يسيطر على مطار دمشق، فإن الطريق اليه من العاصمة يقطعه المسلحون بين حين وآخر. لم أسمع كلاماً مقنعاً عن الوضع السوري بعد سقوط النظام، واعترف بعض المعارضين بعدم وجود ائتلاف قادر على ايصال البلاد الى بر السلامة. غير ان المجموعة التي تسيطر على دمشق بعد سقوط النظام قد تستطيع تشكيل حكومة موقتة. سألت عن الأسلحة الكيماوية في حوزة النظام، والكل اكد انها موجودة، وكان بين المعارضين عسكري سابق حسن الاطلاع على الموضوع استبعد ان يستعملها النظام الذي يملك ايضاً صواريخ لأنها لا تصيب هدفها وحده، وإنما تفيض على جواره عندما تنتشر وتقتل كل من يتعرض لها. وأنواع الاسلحة الكيماوية نشرت في الصحف الغربية وكانت غاز الخردل، وغاز الاعصاب سارين والغاز الآخر في اكس وغاز تابون. استبعد كل من حدثت من المعارضين ان يستعمل النظام الغاز ضد شعبه، غير ان عسكرياً سابقاً تحدث عن احتمال ان يستعمل النظام الغاز ضد اسرائيل في خطوة يائسة أخيرة، كما فعل صدام حسين قرب نهاية حرب الخليج الثانية. حلف شمال الاطلسي يريد نشر صواريخ في تركيا ضد هذا الاحتمال، والادارة الاميركية تتعاون مع اسرائيل على تجهيز دفاعات، وهي الآن تتحدث عن خطر وصول الاسلحة الكيماوية الى ايدي المعارضين بعد ان كانت تحذر من خطرها في يدي النظام. وشخصياً استبعد استعمال الغاز من داخل سورية أو ضد اسرائيل لأنه يغلق آخر باب، أو نافذة، لخروج الرئيس من سورية، فهو لو قرر اليوم ان يفعل لوجد استعداداً لاستضافته وأسرته في روسيا ورومانيا وايران، وربما دبي. الا انه لن يُستضاف إذا فعل وستتعرض طائفته لمجزرة. بقيت نقطة خارج نطاق ما سبق فقد زعم هيثم المالح، رئيس مجلس أمناء الثورة وعضو الائتلاف الوطني، في تصريحات صحافية وتلفزيونية ان لديه دليلاً على ان اللواء عمر سليمان قتل في انفجار دمشق في 18 تموز (يوليو) الماضي. هذا كذب أو تخريف يعيدنا الى مستوى بعض المعارضة السورية التي تنفر الناس وتجعلهم يتخوفون على مستقبل سورية في أيديهم. اللواء عمر سليمان تعرض لأزمة صحية وعولج في القاهرة، فساء وضعه، وذهب الى المانيا فلم يفد العلاج فيها، وانتهى في نيويورك وأُصيب بنوبة قلبية وهو ينقل الى المستشفى للعلاج، فأُدخل قسم الطوارئ في مستشفى آخر على الطريق. وهناك عشرات الشهود على موته في نيويورك، ثم يأتي معارض أحمق خَرِف ليكذب من دون سبب كما يفعل نصف المعارضين السوريين، نصفهم لا كلهم. [email protected]