بينما تقف بسيارتك نهاراً على إشارة الحراج في الرياض، متجهاً نحو الشمال، يلفت نظرك عدد من الوافدين، يحملون بأيديهم أوراقاً أو لوحات «مليئة بالأرقام». عند التدقيق أكثر في سلوكهم، وحركتهم بين السيارات راجلين، وحديثهم مع ركاب السيارات، تكتشف أنهم يتفاوضون مع هذا ويتفقون مع ذاك، لبيع المارة شرائح هواتف جوال «بلا هوية». يمكنك أن تأخذ شريحة «بلا اسم» بعشرات الريالات على رغم تجريم القانون لذلك، ومن أين؟ في الشارع، وفي وضح النهار. عدسة «الحياة» التقطت وافدين يبيعون الشرائح المجهولة عند إشارة الحراج، بعضهم حاول الهروب من الصورة، ومنهم من توارى بين السيارات، وآخرون رفعوا لوحاتهم وأرقامهم تحدياً، إيماناً منهم بعدم وجود رادع يردعهم عما يفعلون. فأين الجهات المسؤولة عن هؤلاء؟ وكان محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية المهندس عبدالله الضراب حذر من انتشار شرائح الجوال المجهولة في محال الاتصالات، وقال في تصريح سابق إلى «الحياة» على هامش مؤتمر الأمن الرقمي الذي عقد في الرياض الأسبوع الماضي: «الجميع مسؤول عن مكافحة انتشار الشرائح المجهولة، وليست الشركات وحدها، وذلك يشمل المشتركين أنفسهم». وأكد أنه بدأ منذ الخميس الماضي تطبيق قرار ربط شحن الجوال بالهوية في جميع الشركات المقدمة لخدمة الجوال، مطالباً الإعلام بالمساهمة في الحملة ضد الشرائح المجهولة، لأن أضرار بيع تلك الشرائح يقع على البائع والمشتري على حد سواء.