حرص عبدالله باخبيرة (أبو أصيل) على نقل ديكه بالسيارة إلى منزل صديق تكفّل رعاية الطائر «الثمين» أثناء سفر صاحبه مع أسرته إلى الأردن للعلاج، فيما ترك الدجاجات في منزل الأسرة في حي خور مكسر في محافظة عدن، بعدما وضع إلى جانبها كمية من الحبوب والماء. ويقول أبو أصيل ل «الحياة» إن حرصه على هذا الديك يرجع إلى تمتعه بخصائص مميزة، منها مكافحته للفئران وتفرده ب «تاج» يزين رأسه، وهو أمر نادر، لأن «غالبية الديوك لديها عُرف وليس تاجاً»، بحسب قوله. ويمثل اهتمام أبو أصيل بديكه حالة لافتة. فعلى رغم المكانة التي يحتلها الديك في الثقافة العربية، باعتباره رمزاً للفحولة لدرجة أن الشاعر الراحل نزار قباني كتب قصيدة بعنوان «الديك»، فإن اهتمام اليمنيين يتركز غالباً على الدجاج لفائدته الاقتصادية المتمثلة في إنتاج البيض، إضافة إلى لحمه الذي يستخدم في أطباق عديدة. ويربي كثير من سكان المدن اليمنية حيوانات وطيوراً داجنة للاستخدام الخاص. وإذ انحسرت وظيفة الديك كمنبه عند الفجر، وانتشرت الطيور والدواجن ذات الأصول غير اليمنية، إلا أن الديك اليمني البلدي ذي اللون الأحمر ما زال يحظى بمكانة خاصة عند الأسرة اليمنية العادية، خصوصاً لجهة تقديم لحمه للمرضى، كما أنه متجذّر في الثقافة الشعبية وكم من حكاية عن استخدام الديك في «أعمال السِّحر» وجلسات «الزار». ويوصف الرئيس السابق علي عبد الله صالح من قبل مناصريه ب «ديك اليمن»، والطائر المنزلي ذاته يحضر في أعمال أدبية وفنية. وكان الصحافي والكاتب اليمني صالح الدحان الذي غيبه الموت قبل أيام، يكتب عموداً صحافياً باسم «ديك الجن». كما تطلق تسمية «رأس الديك» على جبل في منطقة قدس في محافظة تعز. أما أبو أصيل، فأكثر ما يعنيه أن ديكه الجميل «المتوّج من خلقة ربه» محظي بمخالب كبيرة وحادة يقتل بها الفئران، فيبقى منزله محمياً منها.