طالب شقيق المواطنة أمل المطيري التي توفيت نتيجة إصابتها بمرض الملاريا في مجمع الدمام الطبي وزارة الصحة بالكشف عن سبب انتقال مرض الملاريا إليها، خصوصاً أنها تقوم بعمليات نقل الدم في المجمع ذاته، معتبراً تصريحات الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أن مختبراتها خالية من المرض غير دقيق، وقال: «إذا كانت غرف العناية المركزة في المجمع الطبي تعاني من انتشار جرثومة المستشفيات، وهي أهم مكان في المستشفى من ناحية الحساسية العالية للتعامل مع المرضى فكيف هو حال غيرها من الأقسام؟». واعتبر المطيري في معرض حديثه ل«الحياة» تجاهل مطالبهم بإعادة تشكيل لجنة ذات طابع حيادي من خارج المجمع الطبي للتحقيق في سبب وفاة شقيقته من جانب الشؤون الصحية في الشرقية، أحد الدلائل على حالة الإهمال التي يتم التعامل فيها مع المرضى والمراجعين وشكواهم، وتساءل: «هل يجب أن أكون رجل أعمال أو صاحب مال لكي يتم التجاوب مع ما طالبنا به»؟، مستشهداً بإغلاق أحد المستشفيات الخاصة في جدة نتيجة وفاة قريب لأحد رجال الأعمال. وأوضح نموذج تبليغ الوفاة أن المرض الذي أدى مباشرة إلى حالة الوفاة ناتج عن مضاعفات مرض الملاريا الخبيث مع نوبات فقر دم حمى البحر الأبيض المتوسط، والذي أدى إلى توقف القلب والتنفس نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية والمترتبة على فشل جميع أجهزة الجسم، وأوضح النموذج أن المتوفاة عند دخولها إلى المستشفى كانت تعاني من مرض الملاريا الحاد مع مرض فقر الدم. وفتح مدير الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الباب على مصراعيه بعد تأكيداته بسلامة مختبراته وبنك الدم من المرض، ليبقى احتمال انتشار وباء «الملاريا» في المنطقة الشرقية أمراً وارداً، بحسب ما أكده أحد المختصين في المختبرات الطبية والذي أشار إلى أن مرض الملاريا لا ينتقل إلا من خلال طريقتين: إما نقل الدم وهو احتمال أقرب للواقع، أو من خلال البعوض المنتشر في المناطق الموبوءة. واعتبر المطيري نتيجة التحقيقات التي وصلت إليها اللجنة المشكلة من الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية في وفاة شقيقته غير عادلة، باعتبار أن أعضاء اللجنة يعملون في ذات المجمع الطبي الذي تسبب في الوفاة، وقال في حديثه ل «الحياة»: «كل ما نطالب به هو محاسبة المتسبب في نقل الدم الملوث إلى شقيقتي، وفي ذلك حماية لأرواح الآخرين، وعدم تكرار الإهمال والخطأ الذي وقع». ودخلت أمل إلى العناية المركزة بعد يومين ونصف من دخولها إلى المجمع الطبي بحسب شقيقها مشعل، مشيراً إلى محاولاتهم الحصول على تقرير طبي لنقلها إلى مستشفى الحرس الوطني في الرياض، أو مستشفى الملك فيصل التخصصي،» إلا أننا لم نحصل على التقرير إلا بعد ثلاثة أيام من طلبنا»، مستغرباً تعامل الكادر الطبي مع حالة شقيقته وصحتها، وعملية التأخير التي صاحبت كتابة التقرير، وعدها ب «غير المبررة، إضافة إلى تقرير الوفاة الذي لم يستلموه إلا بعد 16 يوماً من وفاتها». وعن رحلة المرض مع شقيقته قال: «اكتشفنا مرض أمل بالثلاسيميا منذ كان عمرها أربعة أشهر، وبدأت رحلة علاجها في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، وانتقلت إلى مستشفى الدمام المركزي وذلك خلال 21 عاماً تقريباً»، مضيفاً بأن شقيقته لم تغادر المنطقة الشرقية إلا قبل ثلاثة أعوام عندما ذهبت إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة، معتبراً السبب الرئيسي في وفاة شقيقته هو نقل دم ملوث بالملاريا. يشار إلى أن المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، الدكتور صالح الصالحي، وجَّه بتشكيل لجنة من إدارة المختبرات وبنوك الدم، بمشاركة مجمع الدمام الطبي؛ لدراسة الإجراءات العلاجية كافة التي تمت للمريضة أمل عبدالهادي المطيري والتحقُّق من أسباب وفاتها، ومصدر إصابتها بالملاريا. وقال الناطق الإعلامي بصحة الشرقية، طارق الغامدي: «إنه بناء على ما تناقلته عن وفاة المريضة وجَّه الصالحي بتشكيل لجنة للتحقُّق من أسباب الوفاة؛ حيث كانت خلال مراحل علاجها تعاني مرض الثلاسيميا، وتم نقل وحدتَيْن من الدم لها قبل شهر تقريباً». مبيناً «أن المتوفاة كانت عند وصولها لقسم الطوارئ في مجمع الدمام الطبي بتاريخ 28/ 12/ 1433ه تعاني ارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع إنزيمات وظائف الكبد، وفشلاً كلوياً، وعدم تخثر الدم، وكانت حالتها الصحية حرجة؛ ما استدعى دخولها المستشفى، ونقلها إلى العناية المركزة». مؤكداً أنه «تم تقديم الخدمة الطبية اللازمة للمريضة، وعمل الفحوصات المخبرية، وتبيَّن أنها مصابة بالملاريا. ورغم الإجراءات العلاجية المكثفة التي تم تقديمها للمريضة إلا أن حالتها لم تستجب للعلاج».