يبدو أن ظاهرة تكدس النفايات في جدة أصبحت أشبه بأحداث مسلسل مكسيكي متعدد الأجزاء كونها كلما ذهبت من حي، عادت إليه بعد برهة من الزمن، وسط استياء تام من أهالي «العروس» الذين يطالبون أمانة مدينتهم ب «الأمانة» في المراقبة على عمال النظافة الذين تسبب تقاعسهم في البعوض، وكثرة الفئران والقطط التي بدأت ترى في حاويات المحافظة الطافحة وجبات غذائية «سمينة» لهم. وقال أحد ساكني حي قويزة شرقي جدة سعيد الغامدي إن النفايات لم تعد مجتمعة في مكان واحد داخل سلة القمامة فقد انتشرت في شوارع الحي وأمام البيوت بفعل القطط وإهمال الناس، مضيفاً «كلما رأيت صندوق القمامة في حينا يكون ممتلئاً بالنفايات يومياً، كذلك القطط مجتمعة عليها فهل أصبح هذا المنظر ملازماً للتعريف بالحي». وتساءل الغامدي عن تصنيف الخدمات التي تقدم للأحياء في شمال جدة لماذا لا تشمل بقية الأحياء في المدينة، مشيراً إلى أن أهالي الحي طالبوا مراراً وتكراراً أمانة جدة بالحل الجذري لتلك المشكلة وليس تغيير العقد بين الشركات مطالباً إياها بإعادة التدوير واستخدام تقنيات جديدة، مبيناً أنها سببت لهم المشكلات الصحية والضرر على السكان وصحة الأطفال. من جهته، عزا أحد سكان حي الحرازات عادل المالكي، وهو طالب إعلام في جامعة الملك عبدالعزيز، سبب تكدس النفايات إلى المسؤولية الاجتماعية لتوعية السكان بالنظافة، والتي تعد بحسب وجهة نظره- مطلباً مهماً للمحافظة على جمالية الحي ومنظره. وقال المالكي: «لماذا لاتكون هناك مسابقات على مستوى المؤسسات الإعلامية في مدينة جدة للتنافس حول توعية الناس وابتكار تصاميم وإعلانات تزيد من وعيهم بأهمية النظافة وعدم إلقاء اللوم كاملاً على جهة واحدة». وشدد المالكي على القطاع الخاص والشركات في المدينة بالمبادرة بمشروع تقني ومبتكر يخدم السكان وينهي هذه المعاناة التي تتكرر بين الفينة والأخرى، مضيفاً: «علينا أن نبدأ التوعية من المدارس والجامعات وممارستها فعلاً كتنظيف الفصول الدراسية في المدارس بمشاركة المعلمين والطلاب لتصبح مع الوقت سلوكاً نمارسه جميعنا في المجتمع». بدوره، كشف المتحدث الرسمي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ل «الحياة» عن رفع موازنة عقود النظافة في جدة إلى بليوني ريال بعدما كانت في السابق 800 مليون ريال. وبين الدكتور النهاري أنه تم تقسيم العقود إلى تسعة عقود وفق النطاق الجغرافي لأحياء المحافظة، وذلك لتسهيل عملية التنظيف وإزالة النفايات. وأضاف: «عدد الشركات التي تقوم بالتنظيف سبع شركات، وكل عقد تم توقيعه مع شركة واحدة تتولى مهمة تنظيف المنطقة التي تخصها، فعلى سبيل المثال المنطقة الجنوبية بمدينة جدة مهمتها لشركة واحدة فقط لا تعمل إلا بتنظيف تلك المنطقة، وهناك شركات أخرى تقوم بتنظيف منطقتين في المدينة». وأرجع النهاري السبب وراء تكدس النفايات إلى الكميات الكثيرة التي يخرجها الأهالي في الأحياء، إضافة إلى زيادة عدد السكان وتوسع المدينة. وأشار إلى أن الشركات تعمل على فترتين لنظافة كل حي، مضيفاً: «لا أعلم كمية النفايات التي تصدر يومياً من الأحياء، وفي كل مرة يحصل هناك تكدس وهذا لايعني إهمال الأمانة بل نعمل على تكثيف المراقبة والتنظيف، وبالأخص شرقي وجنوب المحافظة».