ارتفع عدد قتلى الاشتباكات المتواصلة في مدينة طرابلس، شمال لبنان، الى ثمانية أمس في وقت تحدثت مصادر عن 9 قتلى منذ اندلاع المواجهات الأحد الماضي، على خلفية كشف مقتل مجموعة من الشبان الطرابلسيين والشماليين في منطقة تلكلخ السورية ليل الخميس – الجمعة الماضي، بعدما استدرجوا للقتال الى جانب الثوار السوريين. وتواصلت الاشتباكات في المدينة بين مسلحي باب التبانة وجبل محسن بعد هدوء حذر خلال الليل وصباحا، على رغم اتخاذ الجيش تدابير متشددة وإنذاره المسلحين بالانكفاء من الشوارع تحت طائلة إطلاق النار على مصادر القنص والقصف. وإذ ارتفع عدد الجرجى نتيجة القنص واستخدام القذائف الصاروخية الى أكثر من 65 جريحاً، تحدثت مصادر طرابلسية عن قيام جهات بإرسال أفلام مصورة الى هواتف بعض الناشطين في طرابلس تظهر بعض الشبان اللبنانيين الذين قتلوا في تلكلخ يتعرضون للتعذيب والتمثيل بجثثهم قبل وفاتهم نتيجة إطلاق النار عليهم، لتأجيج المشاعر. وطرأ تطور جديد على قضية تسجيلات المكالمات الهاتفية التي بثتها محطة «أو تي في» ونشرتها جريدة «الأخبار» لمكالمات هاتفية للنائب في تكتل «لبنان أولاً» عقاب صقر، واتهم من خلالها بالعمل على تسليح المعارضة السورية مع رئيس «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. اذ قال صقر، في مؤتمر صحافي مطوّل عقده في اسطنبول حيث يقيم منذ أشهر، أن هذه التسجيلات مزورة ومركّبة خضعت للتقطيع والتركيب بعد أن سرقت منه النسخة الأصلية ونسخة أخرى احتياطية. وعرض صقر، الذي وزّع على مندوبي وسائل الإعلام اللبنانية نسخاً كاملة من التسجيلات في المؤتمر الصحافي، جزءاً من هذه التسجيلات التي قال إنه كان احتفظ بنسخ عدة منها، وهي من 500 دقيقة، تتضمن العبارات الكاملة التي استخدمها في مكالماته الهاتفية مع ناشطين سوريين طلبوا منه تزويدهم السلاح وظهر بصوته يقول لهم إ نه لا يستطيع تأمين هذا السلاح. وأظهرت التسجيلات التي بثها صقر أن المفاوضات مع الناشطين السوريين كانت تتناول إطلاق اللبنانيين ال11 المخطوفين في سورية منذ أيار (مايو) الماضي (أفرج عن 2 منهم)، فيما تناول تسجيل آخر مكالمة بينه وبين هؤلاء الناشطين تتناول تأمين كمية من حليب الأطفال والبطانيات والخيم للنازحين السوريين، مؤكداً أنه سيقاضي المحطة التلفزيونية والصحيفة اللبنانية. وطلب من النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي الذي كان طلب من المباحث الجنائية تفريغ ما بثته المحطة والصحيفة، أن يذهب بالقضية الى الآخر، معلناً أنه بعث إليه بالتسجيلات كاملة. وعلمت «الحياة» أن الرئيس الحريري كلف بدوره محاميه التقدم بدعوى قضائية على محطة «أو تي في» وجريدة «الأخبار» نظراً الى أن ما جرى بثه عن لسان صقر يوحي بأنه وافق على إرسال أسلحة الى الناشطين السوريين وأنه لا ينام الليل والنهار قبل تأمين هذه الأسلحة. كما أن ما نشر وجرى بثه ينسب الى أحد الأصوات أنه للحريري بينما هو للناطق باسم «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد. ووصف صقر الجهات التي وقفت وراء سرقة التسجيلات من جهاز الكومبيوتر الخاص به مع أفلام فيديو وصور فوتوغرافية، بأنهم «حمقى وأغبياء» بسبب اقتطاعهم عبارات منها لتوجيه التهم إليه فيما كان هو يعرف بأمر السرقة ويحتفظ بنسخ عن التسجيلات كاملة وغير مقطّعة. وإذ وصف مجلس الشعب السوري بأنه «مجلس الدمى»، أكد أن الثورة السورية «ستنتصر». وقال صقر إن المقصود من تزوير التسجيلات هو اغتياله سياسياً تمهيداً لاغتياله جسدياً، وقال إنه تبلّغ أن 3 مجموعات أرسلت لاغتياله. ووصف بعض الإعلاميين بأنهم «مرتزقة مشاركون بالقتل» وحمل على زعيم تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون بشدة من دون أن يسميه. وقال إنه سيكشف لاحقاً كيف سرقت التسجيلات منه.